قال الدكتور نزار نزال، خبير الشؤون الإسرائيلية، إن إسرائيل تستخدم المجاعة كسلاح ضغط سياسي مباشر على الفلسطينيين، بهدف إجبار المقاومة على تقليص مطالبها، خاصة في مفاوضات الدوحة، مشيرًا إلى أن حركة حماس يبدو أنها ترفض العرض الإسرائيلي الأخير المتعلق بخرائط إعادة الانتشار، مما دفع تل أبيب إلى تكثيف الضغط على السكان الفلسطينيين عبر حصار خانق يصل حد الموت البطيء.

من نفس التصنيف: متظاهرون أمام السفارة الأردنية في واشنطن يواجهون هاشم العامر بالانتقادات
المجاعة في غزة.
الحصار حتى الموت
وأوضح نزال في تصريح خاص لموقع «نيوز رووم» أن ما تقوم به إسرائيل “ليس مجرد سياسة، بل مستند إلى نصوص توراتية دينية تبرر الحصار حتى الموت”، في إشارة إلى العقيدة التي تشرعن الخنق الجماعي كوسيلة لتحقيق أهداف عسكرية وسياسية.
تحرّك دولي عاجل أو المجاعة ستلتهم غزة
وأكد أن مواجهة هذه الكارثة تتطلب تحركًا سريعًا من عدة جهات، بدءًا من تفعيل الجهد الدبلوماسي الدولي، والتوجه إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، مرورًا بتكثيف تقديم الملفات القانونية إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد القادة الإسرائيليين، ووصولًا إلى تحريك الشارع العالمي للضغط على إسرائيل من أجل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
المجاعة في غزة.
وحذّر نزال من أن “الوقت ينفد، وهناك آلاف الفلسطينيين يواجهون خطر الموت جوعًا”، مشددًا على أن “هذه المذبحة الصامتة ستكون عارًا أخلاقيًا على المجتمع الدولي، لا يمكن محوه لعقود قادمة”.
وختم تصريحه بالقول: “على العالم أن يتحرك فورًا، شعوبًا وحكومات، من أجل وقف هذا الموت البطيء، وكسر الحصار، وإدخال كسرة خبز أو شربة ماء إلى من باتوا يُعاقبون بالجوع، في واحدة من أبشع أدوات الحرب التي تمارس في العصر الحديث”.
المجاعة تفتك أجساد أطفال غزة.
مقال له علاقة: رفع العقوبات عن سوريا لا يشجع السوريين على العودة للبلاد
المجاعة تضرب غزة بلا رحمة
من جهته، أكد المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى، د. خليل الدقران، أن المجاعة في قطاع غزة بلغت مستويات كارثية تهدد الحياة الجماعية لسكان القطاع، مشددًا على أن ما يحدث هو جريمة إبادة جماعية تمتد منذ أكثر من 21 شهرًا.
الاحتلال يستخدم الجوع كسلاح
وأشار الدقران، خلال مؤتمر صحفي، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكتفِ بالقتل والتدمير المباشر، بل يواصل انتهاج سياسة “التجويع المتعمد” كسلاح لإخضاع سكان غزة، في تحدٍّ صارخ لكافة المواثيق والمعاهدات الدولية، ولفت إلى أن الاحتلال يمنع إدخال الغذاء والدواء منذ أكثر من أربعة أشهر، مما أدى إلى انهيار شامل في القطاعين الصحي والإنساني.
المجاعة تضرب غزة بلا رحمة.
أطفال غزة يموتون ببطء
كشف الدقران عن استشهاد أكثر من 71 طفلًا نتيجة سوء التغذية، محذرًا من أن 600 ألف طفل دون سن العاشرة مهددون بالموت جوعًا، بينهم 60 ألف رضيع حُرموا من حليب الأطفال في ظل الحصار.
كما أوضح المتحدث أن الطواقم الطبية تعمل في ظروف قاسية دون طعام أو معدات كافية، بينما تشهد بنوك الدم نقصًا حادًا في الوحدات المطلوبة، لا يُمكن تعويضه بسبب انتشار سوء التغذية وضعف استجابة المتبرعين.
نداء استغاثة إلى العالم
في ختام كلمته، أطلق الدقران نداءً عاجلًا باسم وزارة الصحة، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لإنقاذ ما تبقى من النظام الصحي ووقف العدوان الهمجي، قبل أن تتحول المجاعة إلى محرقة صامتة سيذكرها التاريخ كوصمة عار على جبين الإنسانية.