أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، أن التصعيد المستمر في محافظة السويداء جنوب سوريا لا يمكن احتواؤه إلا من خلال التوصل إلى اتفاق لوقف العنف، وضمان حماية المدنيين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، وتفادي الانزلاق نحو مزيد من المخاطر.

ممكن يعجبك: إيران تتهم الولايات المتحدة بزعامة العدوان وتلوح بالرد القوي
وقال باراك في تعليق نشره عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” إن التهدئة في السويداء تتطلب وقفًا فوريًا للأعمال العدائية، مع ضمان سلامة المدنيين وتيسير إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، مشددًا على ضرورة تجنب التصعيد الخطير الذي يهدد بزعزعة الاستقرار في المحافظة.
اتفاق شامل
وأوضح المبعوث الأمريكي أن جميع الأطراف المعنية توصلت إلى اتفاق شامل يبدأ سريانه اعتبارًا من الساعة 17:00 بتوقيت دمشق، والذي يقضي بوقف إطلاق النار بشكل كامل، وذلك بعد مفاوضات مكثفة وجهود دبلوماسية مستمرة
وأشار باراك إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب إنجاز التبادل الكامل للأسرى والمعتقلين بين الأطراف المتنازعة، معتبراً هذه الخطوة “محورية” لتعزيز الشمولية وتحقيق تهدئة مستدامة في المنطقة، كما أكد أن التحضيرات اللوجستية المتعلقة بعملية التبادل جارية حاليًا لضمان تنفيذها بنجاح.
بادرة أولى لتخفيف المعاناة عن السوريين
وكان المبعوث الأمريكي قد صرّح في وقت سابق أن قرار الرئيس دونالد ترامب برفع العقوبات عن سوريا مثّل بادرة أولى، فتحت أمام الشعب السوري نافذة للخروج من سنوات طويلة من المعاناة والفظائع.
مقال له علاقة: خامنئي يرد على هجوم قاعدة «العديد» برفض الاستسلام لأي اعتداء
وأوضح أن “المجتمع الدولي أبدى تأييداً واسعاً للحكومة السورية الجديدة، مترقباً بحذر إيجابي محاولاتها للانتقال من ماضٍ مثقل بالآلام إلى مستقبل أكثر إشراقاً، إلا أن هذا الأمل الواعد يواجه اليوم تهديداً حقيقياً بفعل الممارسات العنيفة التي تقوم بها الفصائل المتقاتلة، والتي تقوّض سلطة الحكومة وتهزّ ركائز الاستقرار”.
واختتم باراك بيانه بالقول: “يتعين على كافة الأطراف إلقاء السلاح فوراً، وإنهاء القتال، والكف عن دوامة الانتقام القبلي، فالوطن على مفترق طرق مصيري ولا بد أن تكون الكلمة الأخيرة للسلام والحوار، وأن تتحقق الآن”
الانسحاب من السويداء
في المقابل، دعت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز في سوريا إلى وقف جميع العمليات العسكرية بشكل فوري، والمطالبة بانسحاب القوات الحكومية من كامل منطقة جبل العرب، بما في ذلك بلداته وقراه.
وبالتزامن مع دخول صباح اليوم، عاد الهدوء ليخيّم على عموم محافظة السويداء، بالتوازي مع انطلاق قوافل المساعدات من دمشق نحو المحافظة.
وشملت القافلة الصحية الرسمية 20 سيارة إسعاف مجهزة بالكامل، وبرفقة فرق طبية عالية الكفاءة، إلى جانب كميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الإسعافية الضرورية.
لكن وزير الصحة السوري مصعب العلي أفاد بأن الشيخ حكمت الهجري، المرجع الديني الأعلى لطائفة الموحدين الدروز، رفض استقبال الوفد الحكومي المرافق لقافلة المساعدات.
وعلى إثر هذا التطور، أصدرت وزارة الخارجية السورية بياناً أعربت فيه عن استنكارها لرفض دخول القافلة الإنسانية التي كانت تضم ممثلين حكوميين إلى السويداء.
وكانت الرئاسة السورية قد أعلنت، صباح أمس السبت، التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين فصائل درزية ومقاتلي العشائر السورية في السويداء، مشددة على ضرورة التزام جميع الأطراف بتطبيق الاتفاق، تحت طائلة المساءلة والمحاسبة.
وفي مساء اليوم ذاته، صرّح المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، أن المدينة أصبحت خالية من عناصر العشائر البدوية، مؤكداً توقف الاشتباكات داخل أحياء السويداء بشكل كامل.