هل يمكن أن يعيد التفاهم بين إيران والترويكا الأوروبية إحياء مسار المفاوضات النووية؟

أفادت وكالة “تسنيم” الإيرانية، اليوم الأحد، بأن محادثات غير معلنة جرت بين طهران ودول الترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) أسفرت عن تفاهم مبدئي لاستئناف المفاوضات حول الملف النووي، وبحسب مصدر مطلع، من المتوقع أن تبدأ هذه المحادثات خلال الأسبوع المقبل، رغم عدم تحديد مكان انعقادها بعد.

هل يمكن أن يعيد التفاهم بين إيران والترويكا الأوروبية إحياء مسار المفاوضات النووية؟
هل يمكن أن يعيد التفاهم بين إيران والترويكا الأوروبية إحياء مسار المفاوضات النووية؟

وجهت كل من باريس وبرلين ولندن، بمشاركة ممثل الاتحاد الأوروبي، إنذارًا لطهران ينبه إلى أن أي تباطؤ أو تهاون في الالتزام بالاتفاق النووي قد يؤدي إلى تفعيل “آلية الزناد”، وهي إجراء قانوني يعيد فرض العقوبات الأممية السابقة بشكل تلقائي، ما لم يتحقق تقدم فعلي قبل نهاية صيف 2025.

الترويكا تبحث عن دور مؤثر في ظل التهميش

على الرغم من تراجع دور الترويكا الأوروبية في المشهد التفاوضي خلال السنوات الأخيرة، إلا أن التهديد باستخدام آلية الزناد يعكس سعيها للعودة بقوة إلى طاولة التأثير، فهذه الورقة لا تزال بيد الأوروبيين كوسيلة ضغط دبلوماسي، تهدف إلى تعديل موازين القوى داخل المفاوضات المتعثرة.

ما هي “آلية الزناد”؟

تستمد آلية الزناد شرعيتها من القرار الدولي 2231 الصادر عن مجلس الأمن عام 2015، الذي صادق على الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، حيث تتيح الآلية لأي طرف موقّع على الاتفاق إعادة فرض العقوبات الدولية السابقة على إيران، في حال وُجدت انتهاكات خطيرة للاتفاق، وقد تم تفعيل هذه الخطوة ضمن البندين 36 و37 من خطة العمل الشاملة المشتركة.

الاتفاق النووي 2015

كان من المفترض أن ينتهي الاتفاق النووي الموقع عام 2015 رسميًا في أكتوبر 2025، لكن الضربات العسكرية الإسرائيلية الأمريكية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية أشعلت موجة جديدة من التصعيد، مما دفع طهران إلى الرد بوقف التعاون مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مهددة بالانسحاب من معاهدة عدم الانتشار إذا تم تفعيل العقوبات من جديد.

موقف فرنسي صارم وتحذير بموعد نهائي

وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، لم يترك مجالًا للغموض، حيث أعلن أن صبر أوروبا بدأ ينفد، وأن تفعيل الآلية سيكون حتميًا بنهاية أغسطس ما لم تظهر إيران التزامًا واضحًا وشفافًا بشأن برنامجها النووي، خاصة في ظل استمرارها في تخصيب اليورانيوم بمستويات مرتفعة.

أزمة ثقة مع برلين بعد دعم الهجوم على إيران

شهدت العلاقات بين طهران وبرلين تدهورًا جديدًا، بعد أن أعلن المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، تأييده للهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استمر 12 يومًا واستهدف مواقع نووية إيرانية، مما زاد من تعقيد المشهد وأثار حفيظة الحكومة الإيرانية.

أما على الجانب الأمريكي، فما تزال المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران معلقة منذ اندلاع الحرب الأخيرة، وفي ظل تنفيذ الهجوم العسكري بالفعل، فقدت واشنطن إحدى أدواتها التقليدية في الضغط، مما جعل الأوروبيين يلجؤون إلى التهديد بآلية الزناد كوسيلة بديلة لإحياء العملية التفاوضية.