الدول المرشحة لاستقبال المهجرين الفلسطينيين من قطاع غزة

كشف اللواء محمد عبد المنعم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، عن اجتماع عُقد بين رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيا، ومندوب الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، بهدف مناقشة إمكانية نقل فلسطينيين من غزة إلى ثلاث دول هي “إندونيسيا، إثيوبيا، وليبيا” بدعم أمريكي مباشر.

الدول المرشحة لاستقبال المهجرين الفلسطينيين من قطاع غزة
الدول المرشحة لاستقبال المهجرين الفلسطينيين من قطاع غزة

وأوضح اللواء عبد المنعم، خلال لقاء تليفزيوني، أن رئيس الموساد حاول خلال الاجتماع إقناع الإدارة الأمريكية بتقديم مساعدات لهذه الدول لتسهيل استقبال الفلسطينيين، في إطار خطة إسرائيلية مبرمجة تستغل فترة وقف إطلاق النار المحددة بـ 60 يومًا لتطبيق ما يُعرف بـ”المدينة الإنسانية”، وهي خطوة تمهيدية لعملية تهجير واسعة.

وأشار عبد المنعم إلى أن إسرائيل تسعى خلال هذه الفترة لتحقيق عدة أهداف متوازية، أبرزها استعادة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة، وتشييد المدينة المقترحة كمرحلة أولى، يعقبها استئناف القتال مع حركة حماس بعد انتهاء المهلة.

أكسيوس تكشف مخطط إسرائيل لتهجير الفلسطينيين

وفي هذا الإطار، نقل موقع “أكسيوس” الأمريكي، عن مصدرين مطلعين، أن رئيس الموساد زار واشنطن بالفعل هذا الأسبوع، وطلب من الإدارة الأمريكية التدخل لدعم خطته الرامية إلى إقناع الدول الثلاث بقبول مئات الآلاف من الفلسطينيين.

وادعى برنيا، خلال لقائه مع ويتكوف، أن هناك استعدادًا أوليًا من قبل تلك الدول، لكنه طلب تقديم حوافز اقتصادية وسياسية لها، لضمان موافقتها على الخطة.

ورغم هذه التحركات، لم يصدر أي تعليق رسمي من البيت الأبيض أو وزارات الخارجية في إسرائيل والدول الثلاث المعنية، كما لم توضح الإدارة الأمريكية موقفها النهائي من المقترح.

ويأتي هذا التحرك في سياق ما يُعتقد أنه استراتيجية إسرائيلية ممنهجة لتقليص عدد سكان غزة، تحت غطاء إنساني، رغم التحذيرات الدولية المتكررة بأن أي محاولة لنقل السكان قسريًا تُعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي.

ووفقًا لـ”أكسيوس”، فإن هذه الفكرة ليست جديدة، إذ كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد طرحت خطة مشابهة في فبراير الماضي لإجلاء جميع سكان غزة، وإعادة إعمار القطاع لاحقًا.

إلا أن الخطة قوبلت برفض عربي واسع، خاصة من مصر والأردن، ما أدى إلى تجميدها مؤقتًا، لكن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استمر في الدفع بالخطة، وأوكل إلى الموساد مهمة البحث عن دول بديلة لاستقبال الفلسطينيين.

وفي تصريحات سابقة له خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، قال نتنياهو: “نعمل مع الولايات المتحدة بشكل وثيق لإيجاد دول تقبل باستقبال فلسطينيين من غزة”، معتبرًا رؤية ترامب بشأن إعادة التوطين بأنها “عبقرية”، ومؤكدًا أن “من يرغب في مغادرة غزة، يجب منحه الفرصة، ولا ينبغي أن تبقى غزة سجنًا”

وتأتي هذه التصريحات في وقت يعيش فيه قطاع غزة أزمة إنسانية خانقة بسبب الحرب المتواصلة، والتي أدت إلى تهجير داخلي واسع وتدمير شامل للبنية التحتية، حيث تشير تقديرات حقوقية إلى أن معظم سكان غزة نزحوا من منازلهم أكثر من مرة، فيما تحذر تقارير دولية من نية إسرائيل حصر السكان في منطقة صغيرة قرب الحدود المصرية، في خطوة قد تمهد لتهجير جماعي خارج القطاع.

ويخشى مراقبون من أن هذه الخطة قد تجد دعمًا سياسيًا ضمنيًا من بعض الدوائر الأمريكية، وسط صمت رسمي من واشنطن، ما يعزز المخاوف من أن تكون المرحلة المقبلة مفصلية في تغيير ديمغرافي قسري داخل الأراضي الفلسطينية، تحت مسمى “الإنقاذ الإنساني”.