في خطوة تهدف إلى تهدئة الأجواء وإزالة أي سوء فهم مع جماهيره، خرج حارس المرمى نواف العقيدي، المعار من النصر إلى الفتح، ليكشف عن موقفه من الأزمة الشهيرة التي أثارت الجدل الموسم الماضي.

اقرأ كمان: مشروع كروي جديد يقوده جون إدوارد في النادي
أشار العقيدي، الذي يبلغ من العمر 25 عامًا، إلى احترامه وتقديره الكبير لكل جماهير الأندية السعودية، موضحًا أن ما حدث كان مجرد رد فعل لحظي غير مدروس.
جاءت تصريحات العقيدي الجريئة في الفيلم الوثائقي الذي أصدره نادي الفتح مؤخرًا، والذي يحمل عنوان “العودة من الموت – الفتح 2025″، حيث يوثق هذا الفيلم كواليس الصراع المثير الذي خاضه فريق الفتح لتجنب الهبوط في دوري روشن للمحترفين، وكيف تمكن من البقاء في الأضواء في اللحظات الأخيرة.
يعتبر اختيار العقيدي لهذا المنبر الإعلامي الرسمي للنادي لتوضيح موقفه خطوة ذكية، حيث يتيح له الفرصة للتعبير عن نفسه في سياق هادئ وموثق، بعيدًا عن ضجيج وسائل التواصل الاجتماعي أو البرامج الحوارية المباشرة.
من نفس التصنيف: وليد الفراج يؤكد أن كأس العالم للأندية يؤثر سلباً على اللاعبين والأندية المشاركة
قال العقيدي في الفيلم الوثائقي: “أحب جمهور الهلال وأحب أي جمهور لنادٍ سعودي، ولا أقلل من أحد، لكن حدثت أمور في الشوط الثاني من المباراة دفعتني للتخلي عن شخصيتي، رغم حرصي على ألا يحدث ذلك” هذه الكلمات تعكس اعترافًا ضمنيًا بأن تصرفه لم يكن مقصودًا للإساءة، بل نتيجة للضغط الكبير الذي تعرض له في تلك اللحظة
تظهر تصريحاته رغبة قوية في مد جسور التواصل مع جماهير الهلال، والتأكيد على روح الاحترام المتبادل بين جميع عناصر اللعبة.
الواقعة التي فجّرت الأزمة: مباراة دراماتيكية ورد فعل “استفزازي”
تعود تفاصيل الحادثة التي فجّرت الأزمة بين نواف العقيدي وجماهير الهلال إلى الجولة الثانية والثلاثين من دوري روشن للمحترفين، حيث أقيمت مباراة مثيرة بين الفتح والهلال، وانتهت بفوز الزعيم بنتيجة 4-3، بعد سيناريو لم يكن يتوقعه أحد، تقدم فريق الفتح “النموذجي” في النتيجة حتى الدقيقة 84، وكان على وشك تحقيق فوز ثمين، قبل أن يقلب مهاجم الهلال ألكسندر ميتروفيتش الطاولة بتسجيل هدفين قاتلين في الدقيقتين 85 و90، ليخطف فوزًا مثيرًا.
لكن التوتر انفجر قبل ذلك بكثير، عندما سجل اللاعب المغربي مراد باتنا الهدف الثالث للفتح، حيث قام العقيدي برد فعل وُصف بالاستفزازي تجاه جماهير الهلال، وشمل هذا التصرف توجيه “قبلات” ساخرة نحو الجماهير، وهو ما اعتبرته الجماهير إهانة شخصية وتحديًا مباشرًا، مما أدى إلى رد فعل عنيف وفوري من الجماهير التي قامت بقذف زجاجات المياه داخل الملعب تعبيرًا عن غضبها واستيائها من تصرف الحارس.
لم تتوقف تداعيات الواقعة عند هذا الحد، فقد تدخلت لجنة الانضباط والأخلاق في الاتحاد السعودي لكرة القدم لمعاقبة العقيدي على تصرفه، حيث صدر قرار بإيقافه لمباراة واحدة، إلى جانب تغريمه مبلغ 50 ألف ريال سعودي، في عقوبة تعكس جسامة الخطأ الذي ارتكبه ومدى تأثيره على الروح الرياضية.
موسم متقلب ومستقبل غامض
انضم نواف العقيدي إلى صفوف الفتح في يناير 2025 قادمًا من نادي النصر على سبيل الإعارة، بحثًا عن فرصة للمشاركة أساسيًا، بعد أن سيطر الحارس الأرجنتيني المخضرم أوجستين روسي على مركز حراسة المرمى في النصر، مما قلل من فرص العقيدي في اللعب بانتظام.
خلال فترة إعارته مع الفتح، خاض العقيدي 16 مباراة في دوري روشن، استقبل خلالها 22 هدفًا، ونجح في الخروج بشباك نظيفة في مباراتين فقط، مما يدل على أن موسمه لم يكن الأفضل على الصعيد الفردي، مما قد يؤثر على مستقبله.
ومع نهاية فترة الإعارة، تلوح في الأفق احتمالية رحيله عن النصر مجددًا بشكل دائم، حيث يُشير التقرير إلى أن الحارس يشترط الحصول على فرصة للمشاركة أساسيًا لضمان الاستمرار مع أي نادٍ، وإلا فإن وجهته المقبلة ستكون خارج أسوار “العالمي” خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، مما يضع النصر في موقف صعب، حيث يتعين عليه إما ضمان مكان أساسي للعقيدي أو البحث عن نادٍ آخر يرغب في ضمه، ويبقى مستقبل العقيدي محاطًا بالغموض حتى تتضح الرؤية بشكل كامل في الميركاتو الصيفي.