في خطوة تهدف إلى تعزيز الممارسات البيئية المستدامة، دعا السفير مصطفى الشربيني، الخبير الدولي في الاستدامة وتقييم مخاطر المناخ، مصانع إنتاج السكر في مصر إلى اعتماد نهج شامل يركز على الاستدامة في جميع مراحل الإنتاج.
من نفس التصنيف: مغادرة 1397 حاجاً من ميناء نويبع إلى الأراضي المقدسة بالصور
وطالب بضرورة استخدام نظام إدارة المباني (BMS) لضمان التحكم الأمثل في العمليات، مؤكدًا أن التحول لا يقتصر على معالجة المخالفات، بل يجب أن يشمل الاهتمام بجودة العمليات الصناعية بشكل عام.
رؤية متكاملة لتقليل البصمة البيئية
أوضح الشربيني في تصريحات لـ “نيوز رووم” أن المسار نحو الصناعة الخضراء يبدأ من الزراعة، حيث شدد على أهمية استخدام السماد العضوي بدلاً من الكيماويات لضمان منتج طبيعي يمكن استخلاص غازي الميثان والإيثانول منه وتصديرهما إلى أوروبا، كما أكد على أهمية النقل المستدام للمحاصيل عبر القطارات لتقليل استهلاك الوقود الأحفوري والانبعاثات، بالإضافة إلى توفير وسائل النقل الجماعي للعمال للحد من التلوث المرتبط بالتنقل.
ولفت الشربيني إلى ضرورة توافق العمليات الصناعية مع نظم الإدارة البيئية ومعايير الجودة العالمية (ISO)، مع التركيز على استخدام الإضاءة والآلات التي تعمل بالطاقة المتجددة، كما شدد على أهمية إعادة تدوير مخلفات قصب وبنجر السكر لاستخلاص الميثان، وكذلك إعادة تدوير مادة الجير المستخدمة في تبييض السكر.
وأشار الخبير الدولي إلى أهمية إحاطة المصانع بالأشجار لامتصاص ثاني أكسيد الكربون، وضمان معالجة الصرف الصناعي بجميع مراحل المعالجة الثلاثة لتقليل البصمة الكربونية للمنتج، وفي الختام، دعا إلى تعبئة السكر في أكياس قابلة لإعادة الاستخدام أو التحلل لدعم الاستدامة.
تقنيات ذكية لبيئة أفضل: CG و BMS
في سياق متصل، تُعتبر التقنيات الحديثة أدوات محورية لتحقيق هذه الرؤية البيئية.
نظام الرسوميات الحاسوبية (CG) في البيئة: هذه التقنية ليست نظامًا بيئيًا بحد ذاتها، بل هي مجموعة من الأدوات الحاسوبية لتصور وتحليل البيانات البيئية، حيث تمكن من إنشاء خرائط ثلاثية الأبعاد، ومحاكاة انتشار الملوثات، وبناء نماذج سلوك الأنظمة البيئية (مثل تدفق المياه أو حرائق الغابات) للتنبؤ بالآثار المستقبلية، إضافة إلى دمج بيانات الرصد لإنشاء تصورات ديناميكية للتغيرات البيئية
نظام إدارة المباني (BMS): يُعد هذا النظام نظام تحكم محوسب لأتمتة ومراقبة أنظمة المباني الميكانيكية والكهربائية (مثل التدفئة، التبريد، الإضاءة، الطاقة، والأمن)، وهدفه الأساسي هو تحسين الأداء العام للمبنى من حيث كفاءة الطاقة، وراحة الشاغلين، والسلامة التشغيلية، حيث يُساهم الـ BMS بشكل كبير في الاستدامة البيئية من خلال:
تحسين كفاءة الطاقة: يقلل من هدر الطاقة وانبعاثات الكربون
تحسين جودة البيئة الداخلية: يراقب جودة الهواء ودرجة الحرارة
إدارة الموارد: يُمكنه تتبع استهلاك المياه
زيادة عمر المعدات: يقلل الضغط على المعدات ويطيل عمرها
مقال مقترح: فرص عمل من المحافظات وجهود المديريات لتأهيل الشباب وتشغيلهم
إن تبني هذه المنهجية الشاملة والتقنيات المتقدمة سيضع مصانع السكر المصرية على المسار الصحيح نحو مستقبل أكثر استدامة وصداقة للبيئة.
تجدر الإشارة إلى أن وزير التموين والتجارة الداخلية، شريف فاروق، قد عقد اجتماعًا مع هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، بحضور عدد من قيادات الوزارتين، بمقر وزارة الموارد المائية والري بالعاصمة الإدارية، وذلك لمناقشة سُبل تطوير مصانع إنتاج السكر من قصب السكر، والتنسيق المشترك لحماية الموارد المائية من التلوث الناتج عن مصانع السكر.