أسباب زيادة أسعار النفط وتطورات الإمدادات العالمية

شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا طفيفًا في تعاملات اليوم، الاثنين 21 يوليو 2025، مدعومة بتوقعات الأسواق بشأن إمكانية تمديد قيود الإنتاج من قبل تحالف “أوبك+”، في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية وتراجع مخزونات الخام في الولايات المتحدة.

أسباب زيادة أسعار النفط وتطورات الإمدادات العالمية
أسباب زيادة أسعار النفط وتطورات الإمدادات العالمية

ارتفاع خام غرب تكساس الوسيط

وقد صعد خام برنت القياسي بنسبة 0.48% ليصل إلى نحو 83.11 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.55% ليبلغ حوالي 78.88 دولارًا للبرميل، وفقًا لبيانات منصة “ماركت ووتش”.

أسباب ارتفاع أسعار النفط

يأتي هذا الارتفاع رغم الضغوط المستمرة الناجمة عن مخاوف ضعف الطلب، خاصة من الصين، التي تُعد أكبر مستورد للنفط في العالم، وسط بيانات صناعية ضعيفة ومؤشرات على تباطؤ اقتصادي.

تتابع الأسواق عن كثب تطورات ملف الإمدادات، لا سيما بعد إعلان روسيا عن خفض صادراتها من النفط خلال أغسطس، بالتوازي مع التزام السعودية بتمديد تخفيضها الطوعي البالغ مليون برميل يوميًا، كما يترقب المستثمرون الاجتماع القادم لتحالف “أوبك+”، وسط مؤشرات على احتمال اتخاذ إجراءات جديدة لدعم الأسعار.

على الجانب الآخر، لا تزال الأسواق تتأثر بارتفاع إنتاج النفط من الولايات المتحدة، حيث سجل إنتاج الخام الأمريكي مستوى قياسيًا بلغ 13.3 مليون برميل يوميًا، وفقًا لأحدث تقارير إدارة معلومات الطاقة.

يرى المحللون أن أسعار النفط قد تشهد تقلبات واسعة خلال الأيام المقبلة، في ضوء تفاعل الأسواق مع مستجدات المعروض ومؤشرات الاقتصاد الكلي، فضلًا عن تداعيات الحرب في أوكرانيا والتوترات في منطقة الشرق الأوسط.

الدولة تسير نحو اكتفاء غذائي نسبي ومواجهة للاحتكار

من جهة أخرى، أكد المهندس أسامة الشاهد، رئيس غرفة الجيزة التجارية، أن التوجيهات الأخيرة للرئيس عبد الفتاح السيسي بخصوص تعزيز منظومة الأمن الغذائي تمثل انطلاقة وطنية حقيقية نحو تأسيس رؤية استراتيجية شاملة، تضع المواطن محورًا رئيسيًا للسياسات، وتساهم في استقرار الأسواق، وتشجيع الإنتاج المحلي، مع الحفاظ على معايير الجودة وسلامة الأغذية.

وأوضح الشاهد أن التحرك المصري في هذا الملف يأتي وفق نهج متكامل يبدأ من القيادة السياسية، وينفذ عبر تنسيق حكومي نشط، وتنفيذ ميداني تشاركي بين الجهات الرقابية، والهيئات الإنتاجية، والغرف التجارية، لمواجهة التحديات الاقتصادية والغذائية العالمية، التي تتطلب تخطيطًا مستقبليًا محكمًا واستعدادًا عاليًا.

الحفاظ على الاحتياطي الاستراتيجي من السلع الأساسية

وأشار إلى أن التحركات الرئاسية شملت عدة محاور مهمة، منها الحفاظ على الاحتياطي الاستراتيجي من السلع الأساسية، وتوسيع قاعدة الشراكات في مجال الاستيراد، بالإضافة إلى تفعيل البورصة السلعية للحد من التلاعب بالأسعار ومكافحة الاحتكار، لافتًا إلى أن هذه الإجراءات جميعها تستهدف هدفًا واحدًا: حماية المواطن من اضطرابات الأسواق وضمان وفرة واستمرارية الإمدادات الغذائية

وأضاف أن الرؤية لا تقتصر على تأمين السلع فقط، بل تمتد لضمان مطابقتها لمعايير الجودة والسلامة، وهو ما تتولاه الهيئة القومية لسلامة الغذاء من خلال منظومة رقابية دقيقة تشمل التفتيش الفني والتسجيل والرقابة المستمرة، مما يسهم في رفع ثقة المستهلك في المنتجات المحلية، ويزيد من قدرتها التنافسية في الأسواق.