شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة انتشار مقطع فيديو مروع من جنوبي سوريا، يظهر لحظات مروعة لمسلحين يجبرون ثلاثة شبان دروز على القفز من شرفة الطابق الرابع لأحد المباني، وسط إطلاق كثيف للنار عليهم، مما أثار صدمة وغضبًا واسع النطاق.

شوف كمان: كواليس إعلان ترامب عن وقف الحرب بين إسرائيل وإيران والدور الحاسم لقطر
وبحسب ما تداولته بعض المصادر، فإن الضحايا الثلاثة هم:
- معاذ عرنوس مواليد 2002، طالب في كلية طب الأسنان
- براء عرنوس مواليد 2005، طالب هندسة
- وأسامة عرنوس مواليد 1998، طبيب أسنان.
وقعت هذه الجريمة المروعة يوم الأربعاء الموافق 16 يوليو، في محافظة السويداء، المعروفة بكونها المعقل الرئيسي للطائفة الدرزية في سوريا، والتي شهدت تصعيدًا غير مسبوق في الأيام الأخيرة.
هذا التصعيد الأمني الخطير أثار مخاوف متزايدة من احتمال انزلاق سوريا مجددًا نحو حالة من الفوضى الشاملة، خاصة مع استمرار تداعيات الحرب المستمرة منذ أكثر من 13 عامًا، حيث أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة ضحايا أعمال العنف الأخيرة في السويداء قد ارتفعت إلى 1120 قتيلًا.
وتوزعت الحصيلة وفقًا للمرصد على النحو التالي: 427 مقاتلًا، و298 مدنيًا من أبناء الطائفة الدرزية، في مقابل مقتل 354 عنصرًا من قوات وزارة الدفاع وجهاز الأمن العام، بالإضافة إلى 21 قتيلًا من أبناء العشائر، مما يعكس حجم العنف المتصاعد.
الاحتلال الإسرائيلي يبرر تدخله بحماية الدروز
ادعى وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الضربات التي نفذها جيش الاحتلال مؤخرًا على مواقع تابعة للنظام السوري في السويداء ودمشق كانت تهدف إلى “وقف المجازر ضد الدروز”، مشددًا على أن الدروز في سوريا هم إخواننا الدروز في إسرائيل وفق تعبيره.
وفي تصريحاته لموقع “واي نت” العبري، دافع كاتس عن تلك الغارات، معتبرًا أن الانتقادات الموجهة لإسرائيل “تفتقر إلى إدراك الحقائق”، مؤكدًا أن سياسات الحكومة الإسرائيلية في سوريا، خصوصًا في جبل الشيخ والمناطق الأمنية المحاذية، “صحيحة ومسؤولة وتعكس قوة وضمانة متبادلة”.
تحصينات إسرائيلية غير مسبوقة على الحدود السورية
وفي السياق ذاته، كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن قيام جيش الاحتلال بتنفيذ أعمال تحصين مكثفة وغير مسبوقة على طول الحدود مع سوريا.
وأوضحت القناة العبرية أن الفرقة 210، المسؤولة عن الجبهة الشمالية، كثّفت من تأمين السياج الحدودي في ظل تكرار محاولات التسلل الأخيرة التي نفذها دروز من داخل إسرائيل إلى الأراضي السورية، وهو ما باتت تل أبيب تعتبره ظاهرة مقلقة.
تصاعد التوتر بين واشنطن ودمشق على خلفية أحداث السويداء
في خضم هذه التطورات، حذرت مصادر غربية من أن تصاعد العنف في السويداء قد يُفجّر أزمة جديدة بين واشنطن ودمشق، لا سيما مع وجود تحركات داخل الكونجرس الأمريكي لتمديد وتشديد عقوبات “قيصر” المفروضة على النظام السوري.
ممكن يعجبك: فرنسا تؤكد أن المفاوضات هي أفضل وسيلة لمعالجة المخاوف بشأن برنامج إيران النووي
وذكرت تقارير إعلامية أن لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب الأمريكي تستعد للتصويت على مشروع قانون يقضي بتمديد العقوبات لمدة عامين أو ثلاثة، مع فرض شروط أكثر صرامة، من بينها مكافحة تجارة الكبتاغون، وضمان حماية الأقليات الدينية والعرقية في سوريا.
ورغم اعتراض المبعوث الأمريكي توم باراك على هذا التصعيد في العقوبات، لما له من تداعيات إنسانية وجيوسياسية، إلا أن هناك دعمًا متناميًا داخل الكونجرس، خاصة من قبل النائب أبراهام حمادة، وهو أمريكي من أصول سورية درزية ومقرّب من الرئيس دونالد ترامب، الذي طالب بالتحرك العاجل لوقف ما وصفه بـ”مجازر السويداء”.
أردوغان: إسرائيل تسعى لتقسيم سوريا
من جانبه، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل بالسعي إلى تقسيم سوريا ومنع استقرارها، مؤكدًا أن تل أبيب لا تريد رؤية سوريا موحدة.
وفي تصريحات صحفية أدلى بها خلال عودته من زيارة إلى قبرص، قال أردوغان: “على العالم أن يعرف أن إسرائيل تعرقل مشروع الاستقرار في سوريا”، مضيفًا أن بلاده “لن تترك الرئيس السوري أحمد الشرع وحده”، في إشارة إلى الدعم التركي المستمر للنظام السوري.
وأكد أردوغان على رفضه القاطع لأي مشروع لتقسيم سوريا، معتبرًا أن وحدة الأراضي السورية تصب في مصلحة الأمن الإقليمي، وأكد كذلك استمرار تركيا في دعم جهود العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى بلادهم.
وحول التوتر في السويداء، قال أردوغان إن “جزءًا من أبناء الطائفة الدرزية يحاول إثارة الفوضى والفساد”، محذرًا من أن استمرار هذه التحركات من شأنه تهديد أمن واستقرار البلاد، داعيًا إلى التعامل معها بحذر.