شهد القطاع السياحي في مصر أداءً متميزًا خلال النصف الأول من عام 2025، حيث حقق نموًا ملحوظًا في أعداد السائحين الوافدين ونسب الإشغال الفندقي، مما يعكس تعافي القطاع وقدرته على جذب الزوار رغم التحديات الإقليمية.
أرقام قياسية في أعداد السياح
استقبلت مصر حوالي 8.7 مليون سائح خلال النصف الأول من عام 2025 (من يناير إلى يونيو)، مسجلة نموًا يقارب 24% مقارنة بنفس الفترة من عام 2024، ويعكس هذا الأداء القوي استمرار الزخم الذي بدأ في السنوات الماضية، حيث وصل عدد السياح في الربع الأول وحده إلى 3.9 مليون سائح بنمو 25% مقارنة بالربع الأول من العام السابق، وتتوقع الحكومة المصرية أن يصل إجمالي عدد السياح بنهاية عام 2025 إلى حوالي 18 مليون سائح.
مواضيع مشابهة: قصة كفاح عمال الديليفري بين ضغوط العمل وصعوبات الطرق
ارتفاع نسب الإشغال الفندقي: أسهمت هذه الزيادة في أعداد السياح في تحقيق ارتفاع كبير في نسب الإشغال الفندقي في العديد من المدن السياحية المصرية، ففي مدن مثل القاهرة، الإسكندرية، الساحل الشمالي، والعلمين، وصلت نسب الإشغال إلى ما يقارب 100% خلال فترة الصيف، خاصة مع التدفق الكبير للسياح العرب، كما شهدت فنادق الأقصر وأسوان نسب إشغال مرتفعة تجاوزت 85% خلال النصف الأول من العام.
تفاوت في نسب الإشغال ومحركات النمو: على الرغم من الأداء الإيجابي بشكل عام، شهدت بعض المناطق تفاوتًا في نسب الإشغال خلال الربع الأول، ففي الأسبوع الثاني من يناير 2025، تراجعت الإشغالات في الغردقة ومرسى علم لتتراوح بين 75% و80%، وفي القاهرة إلى 85%، بينما وصلت في شرم الشيخ إلى نحو 55%، ويعتبر هذا التراجع في شهري يناير وفبراير طبيعيًا، حيث تكون ذروة الإشغال عادةً في النصف الثاني من ديسمبر والأسبوع الأول من يناير، ثم تعاود الارتفاع مع بداية شهر مارس.
تلعب عدة عوامل دورًا في هذا الانتعاش، أبرزها:
زيادة أعداد السياح العرب، خاصة من المملكة العربية السعودية، الإمارات، والكويت، الذين يسهمون بشكل كبير في رفع نسب الإشغال، خصوصًا في المدن الساحلية والعواصم.
الفعاليات الكبرى: استضافة مصر للعديد من الفعاليات الفنية والسياحية الكبرى التي تجذب عددًا كبيرًا من الزوار.
التوسعات في الطاقة الفندقية: تخطط الحكومة المصرية لإضافة 19 ألف غرفة فندقية جديدة خلال عام 2025 لاستيعاب الطلب المتزايد.
اقرأ كمان: غضب واسع تجاه عماد أديب بعد حواره مع الزعيم الإسرائيلي يائير لابيد
الترويج السياحي: جهود وزارة السياحة والآثار في إطلاق حملات ترويجية إلكترونية تستهدف أسواقًا متنوعة، بما في ذلك السوق العربي.
الاستقرار النسبي: تحسن الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة، خاصة بعد انخفاض حدة التوترات، مما يعيد الثقة للمقصد السياحي المصري.
توقعات مستقبلية: يتوقع الخبراء استمرار الأداء القوي للقطاع السياحي في النصف الثاني من عام 2025، مع تزايد الحجوزات من الأسواق الأوروبية مثل ألمانيا، إيطاليا، وبولندا، وتستهدف مصر الوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2031، مدفوعة بتطوير البنية التحتية، وزيادة خطوط الطيران المباشر، وتحسين جودة الخدمات لرفع متوسط إنفاق السائح.
التعليقات