تعيش مدينة السويداء ومحيطها حالة من التدهور الإنساني غير مسبوقة، حيث تعاني من انقطاع تام للكهرباء، وضعف شديد في خدمات الإنترنت، ونقص حاد في الغذاء والماء، مما ينذر بكارثة إنسانية تلوح في الأفق، وسط تجاهل رسمي وشبه غياب تام لأي تحرك دولي فعّال.

مواضيع مشابهة: عجز يصل إلى 10 آلاف جندي في القوة البشرية للجيش الإسرائيلي
وحسب ما أفادت به مصادر محلية وشهود عيان، يعاني سكان المدينة من حصار غير معلن، إذ توقفت الخدمات الأساسية بشكل شبه كامل، بينما تواجه العائلات صعوبة متزايدة في تأمين أدنى متطلبات الحياة.
تطورات ميدانية مثيرة للقلق
خلال الساعات الـ12 الماضية، تغيرت ملامح الطريق الغربي المؤدي إلى المدينة بشكل جذري، حيث أقيمت سواتر ترابية ضخمة باستخدام جرافات على بعد نحو 25 كيلومتراً من مركز المدينة، وانتشرت عشرات من عناصر الأمن السوري في محيط الحواجز.
وقد أثارت هذه التحركات الميدانية مخاوف جدية من تجدد المواجهات، وتهديد الهدنة الهشة التي تحيط بالمدينة، والتي يراها مراقبون فرصة أخيرة لإنقاذ المنطقة من الانزلاق إلى مزيد من الفوضى والعنف الطائفي.
السويداء.
إعدامات ميدانية وجثث في الشوارع
وفي مشاهد توصف بأنها من “أسوأ ما شهدته سوريا منذ سنوات”، نقلت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية عن نشطاء ومواطنين من الطائفة الدرزية، أن المدينة شهدت خلال الأيام الأخيرة حالات قتل ميداني وإعدامات جماعية، تركت أثرًا مرعبًا في نفوس السكان.
وظهرت جثث مدنيين في الشوارع، معظمهم مصابون بطلقات نارية في الرأس، مما يدل على تصفيات متعمدة، بينما اشتعلت النيران في منازل ومتاجر نتيجة أعمال نهب ونهار شامل أعقب انسحاب المسلحين من بعض الأحياء.
السويداء.
ممكن يعجبك: مشادة في الكونجرس الأمريكي بسبب انتقاد إسرائيل من طالبة تركية
لا ممرات آمنة ولا حلول سياسية
في ظل هذه الأوضاع، يفتقر المدنيون في السويداء لأي ممرات آمنة تمكنهم من مغادرة المدينة أو الوصول إلى المساعدات، وسط استمرار القتال وتعقيد المشهد الأمني.
ولا تزال آفاق الحل السياسي غائبة تمامًا، مع عدم وجود أي مؤشرات على تحرك حقيقي من قبل النظام أو الجهات الدولية لإنهاء الأزمة، أو حتى الحد من تداعياتها الإنسانية المتفاقمة.
كارثة إنسانية تلوح في الأفق
مع استمرار تدهور الأوضاع، بات واضحًا أن ما تشهده السويداء قد يكون واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في سوريا خلال السنوات الأخيرة، وتحذر منظمات إنسانية من انفجار اجتماعي وشيك إذا لم يتم التدخل فورًا لضمان وصول المساعدات، ووقف الانتهاكات بحق المدنيين.
في ظل هذا الصمت الدولي والتراخي الإقليمي، يبدو أن السويداء تُترك وحدها في مواجهة مصير غامض وقاسٍ، يهدد ليس فقط سكانها، بل ما تبقى من استقرار هش في البلاد.