شهدت القهوة في الآونة الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في أسعارها، حيث تستمر الأسعار في الارتفاع بشكل مستمر، وكان آخرها القفزة التي حدثت خلال الساعات الماضية، مما شكل صدمة لمحبي القهوة الذين يعتمدون عليها يوميًا، بل إن بعضهم لا يبدأ صباحه إلا بها.

مواضيع مشابهة: وزير الخارجية الإيراني يزور القاهرة في مهمة رسمية
قفزت أسعار القهوة العالمية بأكثر من 3%، نتيجة مزيج من الكوارث المناخية والقرارات السياسية المثيرة للجدل، وعلى رأسها التهديدات الجمركية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما تسبب في حالة من الذعر في أسواق المال، ودفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة منذ 50 عامًا، وفقًا لصحيفة “لا خورنادا” المكسيكية.
أسباب ارتفاع أسعار القهوة بشكل مبالغ
جاء هذا الارتفاع الحاد بعد تراجع كبير في إنتاج القهوة في البرازيل، أكبر منتج عالمي، نتيجة موجة جفاف غير مسبوقة، حيث كشفت شركة “Somar Meteorología” أن ولاية “ميناس جيرايس”، التي تُعتبر من أهم مناطق زراعة قهوة الأرابيكا، لم تشهد أمطارًا خلال الأسبوع الماضي، مع توقعات باستمرار الطقس الجاف، مما يُهدد المحصول من حيث الجودة والكمية.
لكن الأزمة تفاقمت مع قرار ترامب بإعادة تصعيد الحرب التجارية، حيث أعلن عزمه فرض رسوم جمركية قد تصل إلى 50% على واردات القهوة من البرازيل، بالإضافة إلى رسوم على فيتنام، ثاني أكبر منتج عالمي، قد تصل إلى 40%، وتشمل الإجراءات أيضًا تعريفات قائمة بالفعل على واردات القهوة من إندونيسيا (32%) وكمبوديا (25%).
تلك العوامل مجتمعة دفعت أسعار القهوة نحو مستويات تاريخية، وفق بيانات الأسواق العالمية، وسط تصاعد المخاوف من نقص الإمدادات، خاصة في السوق الأمريكي، أكبر مستهلك عالمي، حيث سارعت الشركات الكبرى والمستوردون إلى تخزين كميات هائلة استعدادًا للرسوم الجديدة.
شوف كمان: باحث سياسي قطري يؤكد فقدان إسرائيل لتعاطف الغرب بعد ضربات إيران
البرازيل فقدت أكثر من 20% من إنتاجها
أكد توماس إيدلمان، مالك واحدة من أكبر مزارع القهوة في ولاية تشياباس المكسيكية، أن البرازيل فقدت أكثر من 20% من إنتاجها بسبب الجفاف والحرائق، مما سيُضاعف تأثير الأزمة خلال العامين المقبلين، وأضاف أن فيتنام، التي تتعرض لأعاصير متكررة، بدأت فعليًا في تحويل بعض مزارعها إلى زراعة فاكهة الدوريان بدلاً من القهوة، نتيجة تراجع الأرباح.
في ظل اشتداد التوترات السياسية والكوارث المناخية، يبدو أن العالم مقبل على أزمة قهوة غير مسبوقة تهدد سلاسل الإمداد والأسعار، وتضع المنتجين والمستهلكين أمام اختبار صعب في واحدة من أهم السلع الزراعية عالميًا.