تفاقمت الكارثة الإنسانية في غزة، حيث أودت المجاعة بحياة 15 شخصًا في الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينهم 4 أطفال، لترتفع الحصيلة الإجمالية للوفيات الناتجة عن الجوع وسوء التغذية إلى 101، من بينهم 80 طفلًا، وتعكس هذه الأرقام واقعًا مريرًا، إذ تعاني غزة من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، حيث تحاصر المجاعة السكان من كل الجهات، تاركة وراءها أجسادًا هزيلة، وأرواحًا تُزهق في صمت.

من نفس التصنيف: الأقمار الصناعية تكشف الأضرار في منشأة نطنز النووية الإيرانية
جحيم على الأرض في غزة
وصف فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، غزة بأنها “جحيم على الأرض”، مؤكدًا في بيان رسمي أن العاملين في المجال الإنساني، بما في ذلك موظفو الأونروا، يسقطون مغشيًا عليهم من شدة الجوع والإرهاق أثناء محاولتهم أداء واجبهم الإغاثي، وأضاف أن مقدّمي الرعاية في القطاع، سواء أكانوا أطباءً أو ممرضين أو صحفيين، يحتاجون هم أنفسهم إلى من ينقذهم، حيث لم يسلم أحد من وطأة الجوع، حتى أولئك الذين يمدّون يد العون.
الأونروا: نحن نتضور جوعًا
وفي منشور مؤلم على حسابها الرسمي بفيسبوك، كتبت الأونروا: “نحن نتضور جوعًا، تمامًا مثل أهل غزة”، مطالبة برفع الحصار فورًا والسماح بدخول المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء، لإنقاذ أرواح المدنيين الذين يموتون دون قصف، بل بسبب تأخر شاحنة أو إغلاق معبر.
عبد خضر.. رحلة بحث عن كسرة خبز
في أحد ممرات مستشفى غزة، استعاد عبد خضر (62 عامًا) وعيه بعد أن أغمي عليه وهو يبحث عن دقيق، وهو خياط بلا عمل منذ عامين، يعيل 13 فردًا من أسرته، تحوّلوا جميعًا إلى ضحايا للجوع، حيث تقول شقيقته سهى: “حتى لو امتلك المال، لا يوجد ما يشتريه، لا دقيق، لا بائعين، فقط الجوع.”
محمد السويركي.. جسد يتلاشى ببطء
على سرير متواضع في مستشفى الشفاء، يرقد محمد السويركي (42 عامًا)، الذي فقد أكثر من 50 كيلوجرامًا من وزنه خلال أسابيع، بعدما قضى أيامًا دون طعام، يقول: “نحن لا نعيش، نحن نموت ببطء”، قصته ليست استثناء، بل تكرار يومي لمأساة تجتاح المستشفيات المكتظة.
الموت في أحضان الأمهات
في خان يونس، توفي رضيع يبلغ من العمر 3 أشهر نتيجة سوء تغذية وجفاف شديد، وأفادت الدكتورة فداء النادي من مستشفى ناصر بأن 73 طفلًا قضوا خلال شهر واحد فقط، أما آلاء النجار، الأم المفجوعة، فتروي بدموعها: “لم أملك سوى الماء وشاي الشمر، مات في حضني، بلا حليب.”
الموت على أبواب المساعدات
ورغم دخول قوافل الإغاثة تحت رقابة قوات الاحتلال، إلا أن المدنيين يُقتلون أثناء انتظارهم للحصول على الطعام، فقد 85 شخصًا حياتهم يوم الأحد عند نقاط التوزيع، فيما أدانت 26 دولة طريقة توزيع المساعدات التي وصفتها بـ”المهينة”، إلا أن إسرائيل اعتبرت هذه الانتقادات “منفصلة عن الواقع”.
أسعار خيالية.. وسوق تتحكم به الفوضى
ويروي وليد أبو حطب، أب لسبعة أطفال، كيف حصل على كيس دقيق بعد عناء: “ركضت وسط الحشود وتمكنت من حمله والعودة لخيمتي، مر 15 يومًا منذ أن أكلنا آخر رغيف”، مضيفًا: “كيلو الدقيق وصل إلى 30 جنيهًا إسترلينيًا، وكيلو السكر إلى 300 شيكل، لا نظام، الأقوى فقط هو من ينجو.”
مقال له علاقة: حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام وإنهاء المعاناة وفقًا لوزير الخارجية الفرنسي
كارثة تلوح في الأفق بغزة
أطلقت الأمم المتحدة تحذيرات من مجاعة وشيكة قد تُسجل في كتب التاريخ كأول كارثة يُزهق فيها مليون إنسان بسبب الجوع في غضون أسبوع واحد، دون إطلاق رصاصة واحدة، إنها لحظة فاصلة، إما أن يتحرك العالم فورًا، أو أن تكتب غزة فصلًا دامياً جديدًا في كتاب صمت البشرية.