تشهد إيران سلسلة من الحوادث الغامضة، كان آخرها انفجار قوي هزّ مدينة قم، وسط البلاد، مساء أمس الثلاثاء، مما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص، وسط تضارب في الروايات الرسمية وغياب المعلومات الدقيقة، وهو ما زاد من منسوب التوتر الشعبي وأطلق موجة جديدة من الانتقادات للسلطات.

مقال له علاقة: إسرائيل تجهز ياسر أبو شباب كبديل لحماس في غزة
بينما اكتفت وكالة الأنباء الرسمية “إيرنا” بالإشارة إلى انفجار سخان ماء كسبب للحادث، تحدثت وكالة “مهر” شبه الرسمية عن تسرب غاز في أحد المنازل بحي فاطمية، لكن الروايتين افتقرتا للتفاصيل الفنية، ولم يتم تقديم أي توضيحات حول حالة المصابين أو حجم الضرر الهيكلي، ما فتح الباب واسعًا أمام التكهنات.
مقال مقترح: إسرائيل تتفاوض مع 3 دول لاستيعاب مهجري غزة بمغريات أمريكية، من بينها دولة عربية
قابل الشارع الإيراني، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي، التصريحات الرسمية بشكوك واسعة، حيث رأى كثيرون أن الحادث يأتي ضمن نمط متكرر من الغموض والتعتيم في معالجة الحوادث الطارئة، مؤكدين أن غياب الشفافية بات سمة مقلقة في العلاقة بين المواطن والدولة.
حرائق متزامنة تعمق القلق الشعبي
بالتزامن مع حادث قم، اندلع حريق هائل في مجمع “ونوس” التجاري بمدينة بندر أنزلي، شمالي البلاد، حيث واصلت فرق الإطفاء محاولاتها للسيطرة على ألسنة اللهب التي امتدت إلى أجزاء واسعة من المبنى، دون أن تصدر السلطات أي توضيح رسمي حول أسباب الحريق أو الخسائر الناجمة عنه حتى اللحظة.
أظهرت لقطات محلية عمليات إخلاء مكثفة للمجمع، وسط مخاوف من انهياره، وهو ما فاقم من شعور السكان المحليين بعدم الأمان في ظل تكرار الحوادث الغامضة في مدن مختلفة.
الجدير بالذكر أن الأسابيع الأخيرة شهدت تزايدًا لافتًا في حوادث الانفجارات والحرائق في مناطق متعددة من إيران، دون أن تتوفر تفسيرات كافية، مما جعل بعض المحللين يتحدثون عن أزمة “فقدان ثقة” بين الدولة ومواطنيها، في وقت تمر فيه البلاد بتحديات داخلية وخارجية متصاعدة.