في تطور دراماتيكي، وقبل ساعات قليلة من الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، قُتل العالم الإيراني البارز محمد رضا صديقي، الذي يُعتبر المسؤول عن المرحلة الأخيرة من مشروع إنتاج القنبلة النووية الإيرانية، في ضربة جوية إسرائيلية استهدفته فجر 23 يوليو.

ممكن يعجبك: صاروخ ميتيور.. التهديد الأوروبي الذي تسعى إسرائيل لمنعه من الوصول إلى الجيش المصري
صديقي، الذي وُصف بأنه “أمل إيران النووي”، اغتيل بثلاثة صواريخ إسرائيلية أصابت منزل حماه الذي كان يختبئ فيه، في تمام الساعة 1:07 صباحًا، أي قبل أقل من ثلاث ساعات من دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ
وجاءت هذه العملية بعد نجاته من غارة أولى في اليوم الأول للحرب، أسفرت حينها عن مقتل ابنه البالغ من العمر 17 عامًا، لكنه نجا وانتقل للاختباء مع عائلته.
وبحسب موقع “إيران إنترناشونال” المعارض، أسفرت الضربة الأخيرة عن مقتل صديقي و15 شخصًا آخرين، من بينهم زوجته وأطفاله وأفراد من عائلة زوجته، في ضربة وُصفت بأنها “بالغة الدقة”، حيث تحدث شهود عيان عن سماع صوت طائرة صغيرة وأخرى مقاتلة لحظات قبل الانفجار.
محمد رضا صديقي.. الرجل الذي لم تعرفه عائلته
وُلد محمد رضا صديقي عام 1974 في قرية نياكو بمحافظة جيلان، وحصل على درجة الدكتوراه في الهندسة النووية من جامعة التكنولوجيا في طهران.
من نفس التصنيف: الأمير ويليام وكيت يعبران عن حزن عميق بسبب مأساة ليفربول
وعلى الرغم من شهرته الأكاديمية في مجالات القنابل والمتفجرات، فإن هويته الحقيقية كمصمم رئيسي للأسلحة النووية الإيرانية كانت مخفية حتى عن أقرب الناس إليه.
شغل صديقي مناصب حساسة في قلب البرنامج النووي العسكري الإيراني، أبرزها رئاسة مركز أبحاث وتكنولوجيا المواد الكيميائية المتقدمة، التابع لمشروع تطوير المتفجرات النووية، وترأس مجلس إدارة شركة “كاش”، التي كانت تؤمن المواد الأساسية في صناعة القنابل النووية.
إرث فخري زاده.. وتصفية تلاميذه
كان صديقي أحد أبرز تلاميذ العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، المعروف بـ”أبو القنبلة النووية”، والذي اغتالته إسرائيل قرب طهران عام 2020، وقد واصل صديقي طريق أستاذه من خلال قيادة اختبارات محاكاة المتفجرات النووية، وتحليل نتائج التجارب من خلال نظم حاسوبية متقدمة، في منشآت نووية سرّية.
وتفيد معلومات مسرّبة من الموساد أن وثائق صديقي وأبحاثه كانت من بين الملفات التي تم الحصول عليها خلال عملية اختراق الأرشيف النووي الإيراني عام 2018، والتي كشفت عن ضلوعه المباشر في إدارة وتطوير مشاريع الأسلحة النووية.
سلسلة اغتيالات متواصلة
بحسب التقرير، فقد قُتل تسعة علماء وخبراء نوويين إيرانيين في اليوم الأول للهجوم الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو، وكان صديقي أحد الناجين القلائل حينها.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد قال إن اغتيال 12 أكاديميًا على يد مرتزقة إسرائيل لم يُوقف التقدم النووي الإيراني، مؤكدًا أن “كل عالم تمت تصفيته خرج من خلفه مئة تلميذ كفؤ”، في إشارة إلى استمرار العمل داخل المشروع النووي.
وأضاف عراقجي عبر حسابه في منصة “إكس”: “نتنياهو ظنّ أنه قادر على محو إنجازات نووية امتدت لأربعة عقود، لكن ما حصل هو العكس تمامًا”، مشددًا على أن إيران لن تتراجع، رغم التضحيات والدماء