حذّر مصدر سوري مقرب من حكومة الرئيس أحمد الشرع، في تصريحات لهيئة البث الإسرائيلية “كان”، من أن استمرار التدخلات العسكرية الإسرائيلية في سوريا قد يدفع البلاد نحو حرب أهلية شاملة، مما يتيح الفرصة لعودة إيران وتنظيم داعش بكامل قوتهما إلى الساحة السورية.

مقال له علاقة: الرئيس الفرنسي يعتبر وقف إطلاق النار في السويداء خطوة إيجابية نحو سوريا
السيناريو لا يشكل تهديدًا لسوريا فحسب
وأشار المصدر، في حديث لمراسل الشؤون العربية بالقناة روعي كايس، إلى أن هذا السيناريو لا يهدد سوريا فقط، بل يشكل خطرًا على أمن إسرائيل أيضًا، داعيًا تل أبيب إلى العودة إلى “مسار السلام” مع دمشق، وأكد أن تجاهل هذه الدعوة قد يؤدي إلى فتح الباب أمام الفوضى مجددًا عبر تمدد نفوذ إيران وداعش داخل سوريا.
تأتي هذه التصريحات في ظل جهود حكومة الشرع للحفاظ على وقف إطلاق النار الجزئي في محافظة السويداء جنوب البلاد، حيث تعمل دمشق على تمرير رسائل تهدئة غير مباشرة إلى إسرائيل عبر قنوات دبلوماسية وأمنية، بحسب التقرير العبري.
التصريحات تعكس موقفاً عاماً داخل القيادة السورية
كما أشار التقرير إلى أن التصريحات تعكس موقفًا عامًا داخل القيادة السورية، التي تتهم إسرائيل بإفشال محاولات فرض الاستقرار، سواء في السويداء ذات الغالبية الدرزية أو في مناطق أخرى من البلاد.
كما نُقلت عن مصادر إقليمية ودولية اتهامات مشابهة، ترى في العمليات الإسرائيلية عاملاً في تأجيج التوتر والفوضى داخل سوريا والمنطقة.
وكانت إسرائيل قد شنت مؤخرًا سلسلة غارات استهدفت مواقع في دمشق وجنوب سوريا، قائلة إنها تهدف إلى “حماية الدروز”، في وقت تشهد فيه محافظة السويداء اشتباكات طائفية دامية أسفرت عن مقتل نحو 1300 شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
“قسد” ترفض تسليم السلاح.. وتركيا تهدد بالتدخل ضد أي محاولة لتقسيم سوريا
أكد المتحدث باسم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، أبجر داود، أن القوات ترفض تسليم أسلحتها أو الاندماج في مؤسسات الدولة السورية، رغم تصاعد التوترات الأمنية في جنوب البلاد وعودة خطر تنظيم “داعش”.
كما نفى داود صحة الأنباء التي تحدثت عن مهلة زمنية من 30 يومًا تم منحها لـ”قسد” للانخراط في الجيش السوري، واصفًا هذه التقارير بأنها “غير دقيقة”.
مواضيع مشابهة: إيران تنقل اليورانيوم إلى مناطق عسكرية.. هل نشهد بداية فصل جديد من المواجهة؟
تركيا: لن نسمح بتقسيم سوريا
في المقابل، لوّحت تركيا مجددًا بالتدخل العسكري، في حال اتخذت أي قوى داخل سوريا خطوات انفصالية تهدف إلى تقسيم البلاد، معتبرة ذلك تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن بلاده منفتحة على الحوار مع أي أطراف لا تسعى لتقسيم سوريا، لكنه حذر من أن “أي مشروع انفصالي سيُواجه بالحسم”.
اتهامات للدروز بالتنسيق مع إسرائيل
كما وجّه فيدان انتقادات حادة إلى الزعيم الدرزي في السويداء، الشيخ حكمت الهجري، متهمًا إياه بـ”العمل كوكيل لإسرائيل”، ومعارضة أي مبادرة تهدف لتحقيق السلام والاستقرار داخل سوريا.
وأشار الوزير التركي إلى أحداث السويداء الأخيرة، مؤكدًا أن أنقرة ترفض التعامل مع الفوضى كفرص تكتيكية لبعض الأطراف، قائلاً: “من يظن أن بإمكانه استغلال الفوضى لتحقيق مكاسب، يرتكب خطأً كبيرًا”