كشفت مصادر دبلوماسية غربية عن خطة إسرائيلية تهدف إلى إنشاء طريق يربط بين المناطق الدرزية في محافظة السويداء والمناطق ذات الأغلبية الكردية شمال شرق سوريا، وتعتبر هذه الخطوة جزءًا من “ممر داوود” أو مشروع مشابه يسعى لتعزيز النفوذ الإسرائيلي في الجغرافيا السورية.

مقال مقترح: تقدم في صفقة إطلاق سراح الرهينة الإسرائيلية الروسية تسوركوف بعد عامين
وبحسب المصادر، يتقاطع هذا المخطط مع الدعوات التي أطلقها المرجع الروحي الدرزي، الشيخ حكمت الهجري خلال أزمة السويداء الأخيرة، والتي تضمنت طلب فتح معبر نحو المناطق الكردية الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، بالإضافة إلى المطالبة بتوفير حماية دولية للطائفة الدرزية.
تقسيم ناعم لسوريا؟
وترى المصادر أن شق هذا الطريق قد يحمل دلالات خطيرة تتعلق بإعادة رسم خارطة سوريا، مما يعكس سعيًا لتكريس واقع التقسيم الطائفي والعرقي عبر خطوط فصل ميدانية، مستغلةً الفوضى التي أعقبت انهيار الدولة المركزية.
إسرائيل تستغل الفراغ الأمني في السويداء
وبعد انسحاب قوات وزارة الدفاع السورية من السويداء مؤخرًا، تم تسليم الأمن لفصائل درزية محلية، بعضها مقرب من المرجع الهجري، مما أتاح لإسرائيل فرصة تعزيز حضورها الأمني والاستخباراتي في الجنوب السوري.
من نفس التصنيف: “تفكك الجيش الأوكراني: هل يقترب من الانهيار بعد مقتل وهروب 190 ألف جندي؟”
ولم تستبعد المصادر أن تكون الاشتباكات العنيفة التي وقعت مؤخرًا في السويداء بين الفصائل الدرزية المدعومة من إسرائيل والعشائر البدوية جزءًا من خطة مدروسة تهدف إلى إشعال صراعات داخلية تُسهّل تمرير المشروع الإسرائيلي دون مقاومة محلية أو دولية فعالة.
إجهاض مساعي “الشرع” لبناء الدولة
كما لفتت المصادر إلى أن أحد أهداف المشروع الإسرائيلي هو عرقلة جهود الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، التي تحاول إعادة بسط السيطرة على كامل الأراضي السورية، واعتبرت أن فراغ السلطة في الجنوب السوري يصب في مصلحة إسرائيل ويمنحها حرية مناورة استراتيجية لتنفيذ مشاريعها.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار سيطرة الجيش الإسرائيلي على مناطق واسعة جنوب سوريا تشمل الجولان، جبل الشيخ، القنيطرة، وأجزاء من حوض اليرموك، منذ ديسمبر الماضي، وقد قامت إسرائيل بتحويل تلك المناطق إلى مواقع عسكرية محصنة بحجة حماية أمنها القومي من أي تهديدات محتملة من الأراضي السورية.