خبراء يكشفون عن قطع أثرية لتوت عنخ آمون بالأقصر لم تُنقل للمتحف الكبير

في تطور مثير يتعلق بكنوز مقبرة الملك الذهبي توت عنخ آمون بوادي الملوك في الأقصر، دعا المؤرخ المعروف بسام الشماع إلى إجراء دراسة شاملة لأجزاء الحائط الطيني الجاف التي دمرها هوارد كارتر باستخدام أداة معدنية طويلة، كما تظهر الصور، ويؤكد الشماع على أن هذه الأجزاء لم تُدرس بشكل كافٍ منذ اكتشاف المقبرة عام 1922م على يد الصبي حسين عبد الرسول ضمن فريق التنقيب المصري.

خبراء يكشفون عن قطع أثرية لتوت عنخ آمون بالأقصر لم تُنقل للمتحف الكبير
خبراء يكشفون عن قطع أثرية لتوت عنخ آمون بالأقصر لم تُنقل للمتحف الكبير

سر الأختام الهيروغليفية على الحائط الطيني

وأشار الشماع في تصريحات خاصة إلى خبر صحإلى أن اقتراحه يستند إلى ملاحظات هامة قدمها الدكتور منصور بريك، العالم الأثري المتخصص في الآثار القديمة، والتي تتعلق بالأختام الهيروغليفية الموجودة على الحائط الطيني، حيث تم وضعها بينما كان الطين لا يزال رطبًا.

تحمل هذه الأختام اسم الملك وتعتبر من آخر الأعمال التي أنجزها عمال الدفن قبل إغلاق المقبرة، وقد وثّق الدكتور بريك دراسة قيّمة عن الأجزاء الطينية التي عُثر عليها في حجرة الملحق (Annex)، وهي غرفة جانبية غير مزينة بأي نقوش، وذلك في عام 2009.

مفاجأة الأسماء المزدوجة: توت عنخ آتون وتوت عنخ آمون

المفاجأة الأكبر التي كشفت عنها دراسة الدكتور بريك الدقيقة للأجزاء الطينية هي أن معظم الأختام كانت تحمل اسم توت عنخ آتون، المرتبط بديانة آتون، ديانة والد إخناتون غير المرغوبة في الأقصر آنذاك، بينما كانت الأختام المتبقية تحمل اسم توت عنخ آمون، المرتبط بالمعبود آمون، ديانة كهنة الأقصر المضادة لديانة آتون، مما يثير تساؤلات حول كيفية السماح للعمال بختم الحائط الخارجي الجنوبي بالاسمين المتضادين معًا في المراحل الأخيرة من الدفن، وقبل مغادرة الكهنة والعمال وادي الملوك.

دعوة لدراسة معمقة وعرض متحفي

يؤكد الشماع على ضرورة الرجوع إلى دراسة بريك المتوفرة في منطقة آثار القرنة بالأقصر، فبعد عملية الختم، جفت تلك الهيروغليفية محتفظة باسم الملك، وهو أثر بالغ الأهمية لم ينل حقه من الدراسة أو الشهرة حتى الآن، ويقترح الشماع أنه بعد دراسة هذه الأجزاء ونشر النتائج في الدوريات والمجلات والمواقع العالمية المعتبرة، يجب عرضها في المتحف المصري الكبير.

دلالات دينية وسياسية في فترة مضطربة

ستُضاف إلى هذه الدراسة ترجمة حرفية للرموز الهيروغليفية لاسم الملك، متضمنة اسم آمون أو آتون، وتحمل هذه الدلالات أهمية دينية وسياسية كبيرة لفترة اتسمت بعدم الاستقرار والتغيرات في المناخ السياسي والمعبدي والديني، والاختلافات بين ديانتي آمون وآتون.

تتكرر هذه المفاجأة أيضًا على الجانب الخارجي لمسند كرسي توت عنخ آمون المذهب، حيث يظهر اسم آتون بوضوح داخل الخرطوش الملكي البيضاوي لاسم الملك، مما يؤكد تعقيدات تلك الحقبة التاريخية، والسؤال هنا، هل يمكن لدراسة هذه الأجزاء الطينية أن تكشف عن معلومات جديدة ومهمة حول فترة حكم توت عنخ آمون والتحولات الدينية في مصر القديمة؟