سلمت حماس ردها الرسمي للوسطاء المصريين والقطريين بشأن المقترحات الأخيرة المتعلقة بوقف إطلاق النار، وإعادة ترتيب الأوضاع الميدانية في قطاع غزة، في خطوة جديدة تعكس مسار الوساطة الإقليمية الهادفة إلى إنهاء التصعيد في القطاع.

مقال له علاقة: هل تعزز الاعترافات الغربية من فرص إنهاء المجازر في غزة؟
ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن رد حماس تضمن موقفها من مسألة إعادة انتشار القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة، بما في ذلك مناطق التماس والمدن الشمالية، بالإضافة إلى تحديد الأعداد والمراحل المتعلقة بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في إطار صفقة تبادل محتملة.
رد مدروس
وصف المصادر فحوى الرد بأنه “مدروس”، حيث أبدت الحركة استعدادًا للتفاعل الإيجابي مع المساعي الدولية، لكنها تمسكت بمطالب واضحة تتعلق بالتهدئة الدائمة، ورفع الحصار، وضمانات جدية للإفراج عن الأسرى.
تحركات مصرية مكثفة لاحتواء التصعيد
في هذا السياق، تواصل القيادة المصرية جهودها المكثفة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية بهدف التوصل إلى هدنة مؤقتة في قطاع غزة، تسمح بالتقاط الأنفاس، وإفساح المجال لمفاوضات أكثر عمقًا حول وقف إطلاق النار طويل الأمد.
تأتي هذه التحركات بالتوازي مع حراك إنساني واسع تقوده القاهرة لإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة، في ظل الأزمة المتفاقمة التي يعيشها سكان القطاع.
غزة بين المفاوضات والمساعدات
تسير المفاوضات السياسية والجهود الإنسانية على مسارين متوازيين، حيث يشهد قطاع غزة تدهورًا إنسانيًا متسارعًا بفعل شحّ المواد الغذائية، وانهيار البنية التحتية، واستمرار الحصار، مما دفع مصر إلى رفع وتيرة التنسيق مع الأمم المتحدة وشركاء دوليين لتكثيف دخول قوافل المساعدات.
اقرأ كمان: الهوية البصرية الجديدة تعكس وحدة سوريا ونهضتها وفقاً لأحمد الشرع
شهدت الأيام الأخيرة دخول مئات الشاحنات من المساعدات عبر معبري كرم أبو سالم وزكيم، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة إذا لم يتم التوصل إلى هدنة تُتيح وصول المساعدات بشكل مستدام.
ترقّب دولي للردود الإسرائيلية.. ومخاوف من انهيار التهدئة
في المقابل، لا تزال تل أبيب تدرس مواقف الفصائل الفلسطينية من المبادرات المطروحة، بينما تُبدي بعض الدوائر في الحكومة الإسرائيلية تحفظًا على بعض الشروط، خاصة ما يتعلق بإعادة الانتشار الكامل من القطاع أو الإفراج عن قيادات بارزة من الأسرى.
تبقى الأنظار معلقة على نتائج الوساطة المصرية – القطرية خلال الأيام المقبلة، في ظل تحذيرات أممية من أن الفرصة الحالية قد تكون الأخيرة قبل انفجار جديد في الأوضاع الميدانية.