كشف مقبرة الملك توت عنخ آمون قبل 122 عامًا يعد واحدًا من أهم الاكتشافات الأثرية في العالم، حيث جذب هذا الحدث اهتمامًا إعلاميًا واسعًا، مع ما يرتبط به من صور للقطع الأثرية الرائعة، وحكايات أسطورية، وأحداث مثيرة، وقد تساءل البعض عن مدى أمانة هوارد كارتر، مكتشف المقبرة، في الحفاظ على جميع القطع المكتشفة.

مقال له علاقة: عبد الحكيم جمال عبد الناصر يحيي ذكرى ثورة 23 يوليو بقراءة الفاتحة لوالده
الدكتور زاهي حواس، عالم المصريات المعروف والمحاضر العالمي، صرح في حديث خاص إلى خبر صحبأن تاريخ الاكتشافات المصرية مليء بالمفاجآت، وأحد أغرب ما واجهه هو واقعة سرقة هوارد كارتر لمقبرة الملك توت عنخ آمون، حيث أخذ كارتر 19 قطعة أثرية نادرة من المقبرة وأودعها في متحف المتروبوليتان في أمريكا.
كما أشار حواس إلى أنه تمكن من استرداد تلك القطع، والتي تم تسجيلها في عداد الآثار المصرية، وأودعها في المتحف المصري بالتحرير، والآن سيتم عرضها في المتحف المصري الكبير بعد افتتاحه رسميًا.
اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
في قلب وادي الملوك بالأقصر، وفي عام 1922، حقق البريطاني هوارد كارتر نجاحًا كبيرًا باكتشافه إحدى أعظم كنوز مصر القديمة، مقبرة الملك الشاب توت عنخ آمون، لم يكن هذا الاكتشاف مجرد حدث عابر، بل لحظة فارقة غيرت مسار علم المصريات وأسرت قلوب العالم أجمع.
شوف كمان: بدء امتحان اللغة الإنجليزية لطلاب الثانوية العامة
بدأت رحلة كارتر بتمويل من اللورد كارنارفون، وبعد سنوات من التنقيب الشاق، ظهر الأمل عندما عثر الصبي المصري حسين عبد الرسول، أحد أفراد فريق كارتر، على درجة سلم مدفونة في الرمال، قادته هذه الدرجة إلى مدخل مغلق يحمل أختامًا ملكية لم تُمس.
في 4 نوفمبر 1922، تم الكشف عن المدخل الأصلي للمقبرة، وفي 26 نوفمبر، قام كارتر بعملية الفتح الشهيرة، حيث حفر فتحة صغيرة في الباب الداخلي ورأى “عجائب رائعة” تحت ضوء الشمعة، كانت المقبرة سليمة تقريبًا، وهو أمر نادر للغاية في وادي الملوك الذي تعرض للنهب على مر العصور.
تضمنت المقبرة أربع غرف رئيسية: الدهليز (Antechamber) المليء بالأثاث والتحف، حجرة الدفن (Burial Chamber) التي احتوت على التابوت الذهبي والمومياء الملكية، الملحق (Annex) الذي ضم مجموعة كبيرة من الجرار والأواني، وأخيرًا حجرة الكنوز (Treasury) التي كانت تعج بالمقتنيات الثمينة والتوابيت الذهبية والأدوات الجنائزية
استغرقت عملية استخراج ونقل الآثار سنوات عديدة، وكانت تتسم بالدقة والمهنية العالية للحفاظ على كل قطعة، لم يكشف اكتشاف توت عنخ آمون عن كنوز مادية فحسب، بل قدم أيضًا نافذة فريدة على الحياة الملكية، والمعتقدات الدينية، والممارسات الجنائزية في مصر القديمة خلال الأسرة الثامنة عشرة، واستمرت الأهمية الأثرية للمقبرة في النمو مع كل اكتشاف، ولا تزال مصدر إلهام للدراسات والبحوث حتى يومنا هذا.