قفزة جديدة في التعاون بين مصر وقبرص في مجال الغاز الطبيعي

يتقدم التعاون المصري القبرصي بخطوات ثابتة في مشروعي حقل “كرونوس” وحقل “أفروديت” البحريين، وذلك ضمن استراتيجية متكاملة تهدف إلى ربط موارد الغاز القبرصية بالبنية التحتية المتطورة في مصر، مما يعزز من التكامل الإقليمي ويدعم مكانة مصر كمركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز في شرق المتوسط.

قفزة جديدة في التعاون بين مصر وقبرص في مجال الغاز الطبيعي
قفزة جديدة في التعاون بين مصر وقبرص في مجال الغاز الطبيعي

وفي العاصمة القبرصية نيقوسيا، اجتمعت اللجنة التوجيهية لمشروع حقل “كرونوس” بحضور المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، ونظيره القبرصي جورج بابانستاسيو، بالإضافة إلى ممثلين عن شركتي “إيني” و”توتال إنرجي” العالميتين لمتابعة تطورات المشروع والاطلاع على آخر مستجدات التنفيذ.

ربط الحقل بالبنية التحتية المصرية

تناول الاجتماع مستجدات تطوير الحقل، مع التأكيد على الالتزام بالجدول الزمني المقرر، وخاصة فيما يتعلق بالانتهاء من الاتفاقيات الفنية والتنفيذية، تمهيدًا لاتخاذ قرار الاستثمار النهائي خلال العام الجاري، وذلك بهدف ربط الحقل بالبنية التحتية المصرية لمعالجة وتسييل الغاز بحلول عام 2027.

ويمثل مشروع “كرونوس” نقطة تحول هامة في مسار التعاون المصري القبرصي، حيث يعتمد الجانبان على منشآت الغاز الحالية في بورسعيد ودمياط، مما يلغي الحاجة لإنشاء بنية تحتية جديدة، ويعمل على تقليل الوقت والتكاليف، ويعظم الاستفادة من القدرات المصرية الحالية.

وفي السياق ذاته، يواصل التنسيق بين مصر وقبرص بشأن مشروع ربط حقل “أفروديت” القبرصي بالبنية التحتية المصرية، حيث يتم استكمال الاتفاقيات التنفيذية بالتوازي مع أعمال المسح البحري لمسار خط الأنابيب داخل المياه الاقتصادية للبلدين.

ويعد “أفروديت” من أكبر اكتشافات الغاز الطبيعي في قبرص، حيث يُقدر احتياطيه بحوالي 4.5 تريليون قدم مكعب، ويتولى تشغيله شركات شيفرون وشل ونيو ميد إنرجي، ويهدف المشروع إلى تصدير الغاز إلى الأسواق الأوروبية عبر محطات الإسالة المصرية.

أهمية هذه المشروعات لمصر

تعزيز موقع مصر كمركز إقليمي للطاقة

يساهم استمرار تدفق الغاز من دول الجوار عبر مصر في تعزيز دورها كممر رئيسي لتداول الغاز في شرق المتوسط، مما يمكّنها من لعب دور استراتيجي في دعم أمن الطاقة الأوروبي.

الاستفادة من البنية التحتية القائمة

يساهم استخدام المنشآت المصرية في دمياط وبورسعيد لمعالجة وتسييل الغاز في تحقيق عوائد مباشرة من رسوم المعالجة والتصدير، دون الحاجة لاستثمارات ضخمة إضافية.

تنويع مصادر الغاز وتحقيق فائض للتصدير

يساعد الاعتماد على الغاز القبرصي مصر في الحفاظ على جزء من إنتاجها المحلي للاستهلاك الداخلي، مما يوازن بين تأمين احتياجات السوق وزيادة فرص التصدير.

جذب استثمارات أجنبية كبرى

يمثل تفعيل مشروعات كرونوس وأفروديت فرصة لجذب مزيد من استثمارات الشركات العالمية، مما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة والبنية التحتية في شرق المتوسط.

تعتبر هذه المشروعات خطوة جديدة على طريق الشراكة الاستراتيجية بين مصر وقبرص، وتفتح آفاقًا أوسع للتعاون الإقليمي في مجال الطاقة، بما يخدم مصالح البلدين والمنطقة ككل.