قال نعمان العابد، المحلل الفلسطيني والباحث في العلاقات الدولية والشؤون القانونية، إن القيادة والدبلوماسية المصرية كانت منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية واضحة وصريحة في موقفها، وثابتة في الدعوة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن الأراضي العربية، وخاصة الأراضي الفلسطينية، مع التأكيد على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

من نفس التصنيف: جولدا مائير في مذكراتها لنتنياهو: لا تستهين بخصمك كما حصل مع السادات
وأوضح العابد في تصريح خاص لموقع خبر صحأن مصر تؤمن بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، عبر انتخاب ممثليه من خلال انتخابات حرة ونزيهة، مشيرًا إلى أن مصر كانت من بين الدول المتضررة في جميع الحروب التي خاضتها الدول العربية ضد الاحتلال، وخاصة حرب أكتوبر عام 1973.
وأضاف العابد أن الموقف المصري ظل ثابتًا، مستغلاً علاقاته الدبلوماسية الواسعة مع العديد من دول العالم، وكذلك المنابر الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لطرح هذا الموقف في سبيل تحقيق السلام والأمن الدائم في فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا أن الموقف المصري اصطدم بتعنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ورفضها تحقيق السلام وإنهاء الاحتلال.
نعمان العابد: مصر بذلت جهدًا كبيرًا لإنهاء الانقسام الفلسطيني 2007
وأشار العابد إلى أنه منذ وقوع الانقسام الفلسطيني في عام 2007، بذلت القيادة المصرية جهودًا كبيرة لإنهاء هذا الانقسام عبر مؤسساتها السيادية، حيث استضافت القاهرة العديد من جولات الحوار الفلسطيني، والتي نجحت أكثر من مرة في التوصل إلى اتفاقات مبدئية.
إلا أن بعض الفصائل الفلسطينية فضلت حساباتها الحزبية على المصلحة الوطنية، مما أدى إلى استمرار الانقسام، واستغلال الاحتلال الإسرائيلي لهذا الوضع، تحديدًا حكومة بنيامين نتنياهو، التي استفادت من حالة التشرذم.
ولفت المحلل الفلسطيني إلى أن الأحداث التي وقعت في السابع من أكتوبر، وردة فعل الاحتلال الإسرائيلي عليها، كشفت عن نية مبيتة لحكومة الاحتلال في تنفيذ مخطط إبادة جماعية، وتهجير الفلسطينيين، وتصفية القضية الفلسطينية بالكامل، لإفراغ الأرض من سكانها الشرعيين وتنفيذ مشاريع الاستيطان.
وشدد على أن الموقف المصري كان واضحًا وصريحًا في رفض هذا العدوان، والمطالبة بوقف الحرب وسحب قوات الاحتلال، خاصة أن الحكومة المصرية كانت تدرك أبعاد هذه المخططات الإسرائيلية لتوسيع رقعة الفوضى في المنطقة ومحاولة تهجير الفلسطينيين خارج وطنهم.
وأوضح أن مصر ركزت على تثبيت الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه، ومنع تنفيذ خطة التهجير، وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين، والبدء في مناقشة خطة “اليوم التالي” لإعادة إعمار غزة، مشيرًا إلى أن هناك خطة مصرية واضحة تم تبنيها من قبل الدول العربية والإسلامية وعدد من الدول الأوروبية، وحظيت هذه الخطة بتأييد واسع من القيادة والفصائل الفلسطينية.
واعتبر العابد أن العقبة الأساسية أمام تنفيذ هذه الخطة تبقى في رغبة حكومة نتنياهو في استمرار العدوان والاحتلال وسياسة الإبادة.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استولى بالكامل على مدينة رفح، ومحور صلاح الدين، ومعبر رفح، وهدم أكثر من 80% من المدينة والمعبر، وسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، علمًا بأنه معبر فلسطيني–مصري، على حدود سيادية خالصة بين مصر وفلسطين.
اقرأ كمان: أزمات ترامب تتواصل مع انتفاضة لوس أنجلوس ضد قرارات الهجرة ومواجهات عنيفة
وأكد أن المطلب المصري والفلسطيني والعربي يتمثل في ضرورة انسحاب الاحتلال من مدينة رفح، ومحور صلاح الدين، ومحور موراج، حتى يتسنى فتح المعبر من الجهة الفلسطينية، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية المتكدسة في الجانب المصري من معبر رفح.
وختم نعمان توفيق العابد المحلل الفلسطيني بالقول إن هذه المساعدات تبرعت بها العديد من الدول والشعوب، وعلى رأسها الشعب المصري الشقيق، إلى جانب منظمات دولية، وهي تنتظر وقف العدوان، أو على الأقل هدنة إنسانية ووقف مؤقت لإطلاق النار، يعقبه انسحاب قوات الاحتلال من المعبر لإدخال المساعدات.