أثار خلاف علني بين الناقد الفني ونقابة المهن الموسيقية ضجة كبيرة في الأوساط الإعلامية والفنية خلال الأيام الأخيرة، بعد أن أعلنت النقابة عن نيتها اتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد الشناوي، متهمة إياه بـ”الإساءة والتشهير”، وذلك على خلفية تعليقاته بشأن أزمة حفل راغب علامة الأخير في مصر.

شوف كمان: عبداللطيف الواصل يرى أن معرض «المدينة للكتاب» يمثل منصة حضارية تعكس تطلعات المملكة
بداية الأزمة: حفل راغب علامة يشعل فتيل الخلاف
بدأت الشرارة الأولى عقب الحفل الذي أحياه المطرب اللبناني راغب علامة في القاهرة، حيث صعدت مجموعة من المعجبات إلى المسرح بطريقة غير منظمة، وقد أثارت هذه الحادثة ردود فعل متباينة، وكان من أبرزها بيان نقابة المهن الموسيقية الذي انتقد ما حدث، مطالبًا بضرورة احترام اللوائح والانضباط التنظيمي في الحفلات، وملوحًا باتخاذ إجراءات في حال تكرار مثل هذه المشاهد.
لكن الناقد طارق الشناوي كان له رأي آخر، حيث خرج بتصريحات إعلامية خلال استضافته ببرنامج “الستات” على قناة النهار، واصفًا بيان النقابة بأنه “عشوائي وغير مدروس”، منتقدًا طريقة تعاملها مع الحفل ورد فعلها على تفاعل الجمهور.
تصعيد قانوني من النقابة: “تشهير وإساءة علنية”
في المقابل، جاء رد نقابة المهن الموسيقية صارمًا عبر بيان أصدره المستشار القانوني للنقابة أحمد مهنا، حيث أكد أن ما قاله طارق الشناوي “لا يندرج تحت مظلة حرية التعبير، بل يحتوي على عبارات تهكم وتشويه متعمد ضد مجلس النقابة وقياداته، وهو ما يعد وفقًا للقانون قذفًا وتشهيرًا علنيًا”.
كما أضاف البيان أن تصريحات الشناوي تخالف القانون، سواء في ظل قانون العقوبات أو قانون تنظيم الاتصالات، مشددًا على أن النقابة “لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه التجاوزات المتكررة، وستتخذ كافة الإجراءات القانونية الرادعة لحماية هيبة مؤسساتها”.
الشناوي يتمسّك بموقفه: “حرية الرأي مكفولة بالدستور”
ردًا على بيان النقابة، نشر طارق الشناوي منشورًا عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك”، حيث أكد تمسكه التام بما قاله، مضيفًا “أثق تمامًا في عدالة القضاء المصري الشامخ، وأنا مقتنع بكل رأي كتبته أو أدليت به بخصوص الأزمة الأخيرة لنقابة الموسيقيين .. وصف قرار النقابة بالعشوائية يُعبّر عن قناعتي الشخصية، ويقع تحت مظلة حرية الرأي والتعبير التي يكفلها الدستور”.
مقال له علاقة: الأب بطرس دانيال يكشف عن تفاصيل مرض لطفي لبيب بعد دخوله الرعاية المركزة
بهذا، أعاد الناقد طارق الشناوي تأكيد موقفه بوصفه نقدًا مهنيًا لا يهدف إلى التجريح، بل إلى التعبير عن الرأي ضمن إطار العمل الصحفي والفني.
قضية أكبر من أشخاصها
ما بين تصريحات طارق الشناوي، وبيانات نقابة المهن الموسيقية، وقاعة المحكمة التي قد تصبح الساحة القادمة للمعركة، تبرز هذه القضية بوصفها اختبارًا لحدود حرية التعبير في المجال الفني، ومساحة النقد المباح ضمن الإطار المهني.
ويبقى السؤال مفتوحًا: هل نحن أمام خلاف عابر يمكن تسويته بتوضيح النوايا، أم أننا نعيش فصلًا جديدًا من التوتر بين الإعلام والنقابات في عصر التفاعل اللحظي وردود الفعل السريعة