كشفت وكالة “نور نيوز” الإيرانية، القريبة من مجلس الأمن القومي، أن الجولة القادمة من المحادثات النووية بين إيران والدول الأوروبية الثلاث “فرنسا، بريطانيا، ألمانيا” ستعقد في مدينة إسطنبول خلال الأيام العشرة المقبلة، في خطوة جديدة تهدف لكسر الجمود القائم في القضايا الخلافية بين طهران والغرب، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية.

مواضيع مشابهة: وزير الدفاع الباكستاني يؤكد دعم إيران في مواجهة إسرائيل بكل قوة
وأكدت الوكالة أن الأطراف المعنية تواصل تنسيقاً دبلوماسياً مكثفاً، بهدف الانتهاء من إعداد جدول الأعمال وترتيبات اللقاء المقبل، الذي يأتي في إطار جهود مستمرة لإيجاد حلول توافقية تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني والعقوبات المفروضة على طهران.
وفي تصريحات رسمية، أشار مساعد وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين كاظم غريب آبادي، إلى أنه أجرى مع نائب الوزير للشؤون السياسية، مجيد تخت روانجي، محادثات “جدية وصريحة ومفصلة” مع المدراء السياسيين للدول الأوروبية الثلاث وممثلي الاتحاد الأوروبي، تناولت آخر التطورات المرتبطة بملف العقوبات والبرنامج النووي.
من نفس التصنيف: إغلاق سفارات إسرائيل في عدة دول حول العالم بعد الهجمات الأخيرة
وتأتي هذه الجولة في وقت تتزايد فيه التوترات الإقليمية والدولية، مما يزيد من أهمية التوصل إلى تفاهمات تساهم في خفض حدة النزاع وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين طهران والغرب.
طهران ترفض فرض أي عقوبات أوروبية قبل قمة إسطنبول
وأشار غريب آبادي إلى أن الاجتماع شهد انتقادات شديدة من الجانب الإيراني حيال العدوان الإسرائيلي الأخير على الشعب، مؤكدًا أن الوفد الإيراني عرض رؤيته بشكل مفصل، بما في ذلك رفضه القاطع لتفعيل “آلية الزناد”، التي تسمح بإعادة فرض العقوبات بشكل تلقائي.
كما أضاف أن الجانبين دخلا الاجتماع وفي جعبتهما مقترحات واضحة، تم تناولها بالتفصيل، وقد تم التوصل إلى اتفاق يقضي باستمرار المشاورات في هذا الإطار خلال الفترة المقبلة.
وتأتي هذه التطورات في سياق تصاعد التوتر العسكري بين إيران وإسرائيل، واستمرار العقوبات الغربية على طهران، مما يجعل من الجولة المرتقبة في إسطنبول فرصة جديدة وإن كانت محفوفة بالشكوك لإعادة بناء الثقة بين الطرفين.
وفي سياق متصل، أكد غريب آبادي أن اللقاء الأخير مع الترويكا الأوروبية كان مطولاً وجادًا، وشمل مناقشات معمقة حول مستقبل الاتفاق النووي، وآخر المستجدات المرتبطة برفع العقوبات.
كما جدّد الوفد الإيراني توجيه انتقادات حادة للدول الأوروبية بسبب مواقفها الأخيرة تجاه طهران، وأعاد التأكيد على ثوابت الموقف الإيراني من تفعيل “آلية الزناد” والضغوط الغربية ذات الصلة.
واختتم المسؤول الإيراني تصريحاته بالتأكيد على أن المحادثات تناولت أيضًا تطورات ملف العقوبات، إلى جانب الجوانب التقنية والسياسية المتعلقة بإحياء الاتفاق النووي، الذي من المقرر أن تنتهي صيغته الحالية في أكتوبر المقبل.