ترامب يتعهد بالتدخل لوقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا

علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصراع المستمر بين تايلاند وكمبوديا منذ الخميس الماضي، وفق ما أفادت به قناة العربية، حيث أعلن عبر منصة تروث سوشيال استعداده للتدخل الفوري لوقف إطلاق النار بين البلدين.

ترامب يتعهد بالتدخل لوقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا
ترامب يتعهد بالتدخل لوقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا

شهدت الحدود المتنازع عليها بين تايلاند وكمبوديا مواجهات عنيفة في يوم الخميس، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، مما أجبر آلاف السكان المحليين على النزوح وسط تصاعد التوتر وتدهور العلاقات الدبلوماسية بين الجارتين في جنوب شرق آسيا.

خريطة استعمارية تشعل نزاعًا مستمرًا بين تايلاند وكمبوديا

يُعتبر النزاع الحدودي بين كمبوديا وتايلاند من أقدم الملفات الإقليمية المعقدة، حيث تعود جذوره إلى خريطة رسمتها فرنسا عام 1907 خلال استعمارها لكمبوديا، استخدمتها كمبوديا لاحقًا للمطالبة بأراضٍ تقع على الحدود مع تايلاند، ما قوبل برفض الأخيرة بسبب ما وصفته بـ”الغموض الجغرافي” في الوثائق، مما أدى إلى اندلاع أولى الأزمات الحدودية بين البلدين.

ورغم صدور حكم من محكمة العدل الدولية عام 1962، ومحاولات دبلوماسية متكررة لاحتواء الخلاف، استمرت مناطق تحتوي على معالم أثرية ومعابد تاريخية في كونها موضع خلاف دائم، دون التوصل إلى تسوية نهائية.

جولة تصعيد بين البلدين من 2008 و2011

عاد التوتر إلى الواجهة بين عامي 2008 و2011، حيث شهدت المناطق الحدودية اشتباكات متقطعة بين الجيشين التايلاندي والكمبودي، تركزت حول مواقع ذات قيمة تاريخية، وفي عام 2011 بلغت المعارك ذروتها، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 15 شخصًا ونزوح عشرات الآلاف من السكان.

وعقب سبعة أيام من القتال، تم التوصل إلى اتفاق هش لوقف إطلاق النار برعاية دولية، وشهدت المنطقة تدخلًا من محكمة تابعة للأمم المتحدة، التي طالبت الجانبين بسحب القوات من المناطق المتنازع عليها وإنشاء منطقة منزوعة السلاح، لكنها تجنبت الفصل في مسألة السيادة، مما أبقى النزاع مفتوحًا أمام احتمالات التصعيد مجددًا.

مقتل جندي كمبودي يعيد الأزمة إلى السطح

في 28 مايو 2025، قُتل جندي كمبودي خلال اشتباك حدودي، مما شكل نقطة تحول سلبية في العلاقات الثنائية التي شهدت هدوءًا نسبيًا في السنوات الأخيرة، وعلى خلفية الحادث، أجرت رئيسة وزراء تايلاند، بايتونجتارن شيناواترا، مكالمة هاتفية مع الزعيم الفعلي لكمبوديا، هون سين، في محاولة لتهدئة الأوضاع والدعوة لضبط النفس.

إلا أن الأزمة سرعان ما اتخذت منحى سياسيًا داخليًا، بعدما نشر هون سين تسجيلاً صوتيًا للمكالمة عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، حيث ظهرت فيه شيناواترا تتحدث بلغة وُصفت بـ”المفرطة في الود”، إذ خاطبته بـ”العم” وأشارت إلى الجيش التايلاندي بالطرف المقابل، مما أثار انتقادات لاذعة من نواب المعارضة وحتى من شركائها في الحكومة.

وطالت الاتهامات بانتهاك المعايير الأخلاقية والتقليل من شأن المؤسسة العسكرية، مما دفع المحكمة الدستورية في بانكوك إلى تعليق مهامها مؤقتًا لحين البت في القضية، وعلى إثر ذلك، قدمت رئيسة الوزراء اعتذارًا علنيًا، مؤكدة أن المكالمة جاءت في إطار دبلوماسي بحت، وليست لها أي أبعاد شخصية.

انفجار لغم يشعل فتيل أزمة جديدة بين تايلاند وكمبوديا

وفي 23 يوليو 2025، وقع انفجار لغم أرضي على الحدود بين البلدين، مما أدى إلى بتر ساق جندي تايلاندي، ما دفع بانكوك إلى التصعيد مجددًا، حيث أعلنت خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع كمبوديا، واستدعت سفيرها من بنوم بنه، كما قررت طرد السفير الكمبودي من الأراضي التايلاندية.