عاشت محافظة المنيا تجارب مؤلمة بعد فقدان أسرتين في قريتي دلجا والناصرية لأطفالهم نتيجة حوادث تسمم مأساوية، وهو ما يبرز غياب الوعي بمخاطر المواد الكيميائية وسوء تخزين الأطعمة والمبيدات داخل المنازل.

اقرأ كمان: العثور على طفلين حديثي الولادة بالقرب من المقابر الفاطمية في أسوان
بدأت مأساة قرية دلجا بأعراض بسيطة مثل الإرهاق وارتفاع الحرارة والقيء المتكرر، لكنها سرعان ما تفاقمت لتصل إلى تشنجات قاتلة، أسفرت عن وفاة ستة أطفال من أسرة واحدة خلال أقل من أسبوعين، في حادثة أثارت مشاعر الأهالي وزادت القلق حول سلامة الأطفال في المنازل.
أما في قرية الناصرية المجاورة، فقد تعرض خمسة أطفال لحالات تسمم حادة نتيجة ملامستهم لسم فئران أو مبيد حشري داخل المنزل، مما استدعى نقلهم إلى المستشفى في حالة حرجة، وتمكن الأطباء من إنقاذ حياتهم من خلال تقديم العلاج الفوري.
خطر صامت داخل المنازل
أوضحت الدكتورة شيماء محمد الطيب، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، أن فصل الصيف لا يقتصر على ارتفاع درجات الحرارة فقط، بل يحمل مخاطر صحية متعددة مثل التسممات وعضات الحشرات ومشاكل تخزين الأطعمة، خاصة في المناطق الريفية والزراعية.
وأكدت أن الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة للخطر بسبب فضولهم وقلة وعيهم، مشيرة إلى أن المواد الكيميائية مثل الكلور، وأقراص الغلة، والمبيدات الحشرية، والغاز، بالإضافة إلى الأدوية والأطعمة الفاسدة، تعتبر من الأسباب الرئيسية لحالات التسمم المنزلية.
من نفس التصنيف: كامل الوزير يتفقد محطة رمسيس ورحلات القطارات خلال إجازة العيد
ضرورة التوعية والوقاية
شددت الدكتورة الطيب على أهمية توعية الأسر بطرق الوقاية، وحذرت من ترك المواد الكيميائية محفوظة في عبوات مياه أو عصائر، ووصفت هذه التصرفات بأنها “قنبلة موقوتة”.
ودعت إلى تخزين المواد السامة في أماكن مرتفعة وبعيدة عن متناول الأطفال، مؤكدة ضرورة الانتباه لأعراض التسمم مثل ارتفاع الحرارة غير المبرر، القيء المتكرر، الدوخة، التشنجات، والنوم المفرط، أو الإسهال المدمم.
وأشارت إلى أن التراخي في مواجهة هذه الأعراض قد يؤدي إلى تطورات خطيرة تهدد حياة الأطفال، مطالبة بضرورة طلب الإسعاف فورًا عند الاشتباه بالتسمم.
واختتمت قائلة: “لا يجب أن ننتظر وقوع الكارثة لنتحرك، فالتوعية ليست رفاهية بل مسألة حياة أو موت، كما يجب على المستشفيات أن تضع خطط طوارئ واضحة لمواجهة موجات التسمم الصيفية”