عام على الضربات الإسرائيلية في اليمن وتحولات استراتيجية غير مسبوقة

مرت سنة كاملة منذ أن نفذت القوات الإسرائيلية أول ضربة جوية مباشرة ضد مواقع في اليمن، مما أضاف جبهة جديدة للصراع في بلد يعاني من الحروب والأزمات، ويعود ذلك إلى ممارسات ميليشيا الحوثي وعلاقتها بالأجندة التوسعية لإيران، وفقًا لمصادر عسكرية يمنية.

عام على الضربات الإسرائيلية في اليمن وتحولات استراتيجية غير مسبوقة
عام على الضربات الإسرائيلية في اليمن وتحولات استراتيجية غير مسبوقة

12 عملية إسرائيلية في 366 يومًا

منذ 20 يوليو 2024 وحتى 21 يوليو 2025، قامت القوات الإسرائيلية بتنفيذ 12 عملية عسكرية استهدفت حوالي 50 موقعًا حيويًا في اليمن، وتركزت هذه العمليات بشكل خاص في محافظة الحديدة، حيث كانت البداية والنهاية، وسط تنديد شعبي بسبب استهداف البنية التحتية مع تجنب ضرب القيادات الحوثية البارزة.

وعلى الرغم من الخسائر الاقتصادية والبشرية الفادحة التي تسببت بها هذه الضربات، يتهم يمنيون إسرائيل بتجنب استهداف مواقع حوثية استراتيجية بشكل متعمد، مما أثار جدلًا واسعًا حول الأهداف الحقيقية لهذه العمليات.

أبرز العمليات وأسماؤها

“الذراع الطويلة 1 و2”: ضربات استهدفت الحديدة في يوليو وسبتمبر 2024.

“المدينة البيضاء”: استهدفت صنعاء والحديدة في ديسمبر 2024 بموجتين متتاليتين.

العملية المشتركة: كانت أول مشاركة لإسرائيل ضمن تحالف دولي بقيادة واشنطن ولندن في يناير 2025، وامتدت لتطال 30 موقعًا في صنعاء والحديدة وعمران.

“مدينة الموانئ” و”الجوهرة الذهبية”: ضربات في مايو استهدفت الموانئ ومطار صنعاء مما أدى إلى تدمير طائرات مدنية.

الهجوم البحري في يونيو: نفذته بارجة إسرائيلية في البحر الأحمر واستهدف موانئ الحديدة.

“الضربة النوعية”: استهدفت اجتماعًا أمنيًا حوثيًا، وأعلنت إسرائيل مقتل رئيس أركان الحوثيين اللواء محمد الغماري، لكنها تراجعت لاحقًا عن هذا الإعلان.

“الجديلة الطويلة” (الضفيرة الطويلة): كانت آخر العمليات في 21 يوليو 2025، واستخدمت فيها طائرات مسيّرة بدلاً من المقاتلات النفاثة.

ويطلق على هذه الحملة العسكرية اسم “الحملة مستمرة”، وقد بدأ استخدام هذا المصطلح منذ مايو.

الخسائر: بشرية واقتصادية جسيمة

وفقًا لتقارير حقوقية، أدت الغارات إلى مقتل 34 مدنيًا (من بينهم 4 أطفال)، وإصابة 107 آخرين، بالإضافة إلى تدمير كامل لمطار صنعاء وثلاثة موانئ رئيسية، وتدمير 4 طائرات مدنية، وعدد من المنشآت الحيوية في الحديدة وصنعاء وذمار وصعدة.

وقدّرت ميليشيا الحوثي الخسائر بـ2 مليار دولار، بينما يعتقد مراقبون اقتصاديون أن التكلفة الحقيقية تفوق هذا الرقم بكثير نظرًا لحجم الأضرار.

رسائل متعددة.. وغياب الاستراتيجية

رغم استمرار العمليات، يرى مراقبون أن تل أبيب لم تعتمد استراتيجية واضحة في استهداف قادة الحوثيين، مما يطرح تساؤلات حول أهداف هذه الحملة، وما إذا كانت تهدف فعلاً لإضعاف الميليشيا أم مجرد توجيه رسائل سياسية لطهران عبر الساحة اليمنية.