لا يزال سوق الدواء في مصر يواجه أزمة كبيرة، حيث شهدت بعض أدوية الأمراض المزمنة ارتفاعًا ملحوظًا يصل إلى 300% خلال النصف الأول من 2025، وذلك بسبب نقص المعروض منها، مع اقتصار توزيعها على عدد محدود من الصيدليات، وتشمل هذه الأدوية مجموعة واسعة من أدوية السكري مثل الأنسولين والأدوية الفموية، وأدوية القلب وضغط الدم والكوليسترول، بالإضافة إلى أدوية الربو والتهاب المفاصل مثل الإيبوبروفين، وأدوية السرطان بما في ذلك العلاج الكيميائي والإشعاعي والهرموني.

اقرأ كمان: سعر الذهب اليوم 27 يوليو 2025 في الصاغة وبداية التعاملات.. كم يبلغ عيار 21 الآن؟
ورغم التأكيدات الحكومية بتوافر كافة الأدوية عبر القنوات الرسمية وبالأسعار المقررة، فقد أعلن رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، في أكتوبر 2024، عن جهود الحكومة لحل أزمة نقص الأدوية التي عانت منها السوق المحلية.
تعمل الحكومة بشكل مستمر على توفير السيولة الدولارية للشركات لاستيراد خامات الأدوية خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، كما تسعى لتسهيل عملية التصنيع للشركات وتوفير التمويلات المصرفية لتشغيل رأس المال العامل، إلا أن عشوائية توزيع الأدوية حالت دون شعور فئة من المواطنين بتحسن في أزمة اختفاء الأدوية، مما يستدعي تعزيز الجهود الرقابية على عملية توزيع الأدوية، وفقًا لرئيس الشعبة.
خلال جولة رصدها موقع «نيوز رووم»، تبين أن بعض أصحاب الصيدليات في بعض المناطق يعتمدون على بيع أصناف الأدوية مرتفعة السعر، مثل أدوية تثبيت المناعة وعلاج الكلى والسرطان والقلب، والتي قد تصل أسعارها إلى 30 و40 ألف جنيه، وأحيانًا تصل إلى 100 ألف جنيه للعبوة، للأصناف المستوردة.
وفي سياق متصل، كشف مصدر مسئول بهيئة الدواء أن الهيئة تقوم بدور رقابي كبير في توزيع الأدوية في مصر، موضحًا أنها تعمل بجد على تركيز توزيع أدوية الأمراض المزمنة على صيدليات الإسعاف فقط وبعض الصيدليات الكبرى.
صيدليات الإسعاف في مصر هي صيدليات حكومية تابعة لوزارة الصحة أو لهيئة الشراء الموحد، وتعتبر إحدى القنوات الرسمية المعتمدة لتوفير الأدوية، خاصة للأمراض المزمنة والنادرة، بأسعارها الرسمية للمواطنين.
أدت عملية حصر توزيع الأدوية على صيدليات محددة وصيدليات المستشفيات الحكومية في مصر إلى تضاعف بعض أسعار الأدوية الخاصة بالأمراض المستعصية، حيث وصلت العبوة أحيانًا إلى 100 ألف جنيه.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور حاتم البدوي، أمين عام شعبة الصيدليات باتحاد الغرف التجارية، أن بعض شركات الأدوية قامت بسحب تشغيلة على بعض أنواع الدواء في السوق نتيجة خطأ في التصنيع خلال الفترة الأخيرة.
وأوضح «البدوي» في تصريحات صحفية لـ«نيوز رووم» أن بعض الشركات اكتشفت وجود عينات غير مطابقة لأنواع الدواء المصنع لديها، ولذلك قامت بسحب تلك الأدوية من الصيدليات.
اقرأ كمان: اليوم بدء طرح 113 ألف شقة للحد من الفقر ضمن مبادرة سكن لكل المصريين
الأدوية المغشوشة
وأضاف أن غش الأدوية هي ظاهرة معروفة على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن الشعبة حذرت من هذه الظاهرة قبل 6 سنوات، موضحًا أن الدواء المغشوش يأتي نتيجة تراكم الأدوية المنتهية الصلاحية في السوق المحلية.
وأشار إلى أن عددًا من الشركات تقوم بإعادة تدوير وتصنيع الأدوية المنتهية الصلاحية وإعادة نشرها في السوق، لافتًا إلى أن هيئة الدواء أصدرت قرار رقم 47، بغسيل السوق من الأدوية المنتهية الصلاحية.
منشورات هيئة الدواء
وبالرجوع إلى المنشورات التي تُنشر على الموقع الرسمي لهيئة الدواء المصرية، وبالمقارنة بين عدد منشورات السحب والغش، نجد أن عدد المنشورات في النصف الأول من عام 2024، أقل قليلاً من المنشورات في النصف الأول من عام 2025، إلا أن منشورات سحب الأدوية الاستراتيجية التي ثبت غشها في السوق الدوائي، أكبر بكثير من مثيلتها في 2024.