أكد علي حمزة، رئيس جمعية مستثمري أسيوط، أن بداية النهضة الحقيقية في محافظات الصعيد تتطلب تطوير منظومة التعليم الفني وربطها بشكل مباشر مع احتياجات سوق العمل، وأوضح حمزة أن نظام التعليم الفني المزدوج يُعتبر الحل الاستراتيجي الذي يمكن أن يحول الصعيد من منطقة استهلاكية إلى مركز صناعي ومنصة تصدير بارزة، قادرة على دعم الاقتصاد المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات.

مقال مقترح: أسعار السمك والجمبري اليوم الخميس في سوق العبور تتفاوت
التجارب الدولية الناجحة
وأشار حمزة إلى أن التجارب الدولية الناجحة في مجال الصناعة والتصدير لم تكن نتيجة للصدفة، بل هي نتاج بناء قاعدة بشرية مدربة بشكل جيد، مشددًا على أن التعليم الفني المزدوج في مصر يشكل الركيزة الأساسية لتطوير هذه الكوادر الفنية الماهرة، وأضاف: “عندما يتحول كل مصنع إلى مدرسة، ويصبح كل طالب مشروعًا فنيًا منتجًا، تبدأ الانطلاقة الحقيقية نحو تنمية مستدامة في صعيد مصر”.
وأوضح أن نموذج التعليم الفني المزدوج يمنح الطلاب فرصة فريدة للحصول على تدريب عملي متميز، حيث يحصلون على 70% من المهارات من خلال التدريب المباشر في مواقع الإنتاج، بينما يتلقون 30% من التعليم النظري داخل الفصول الدراسية، مؤكدًا على أهمية اعتماد الدولة لهذا النموذج كجزء أساسي من السياسات التعليمية والصناعية، بدلاً من اعتباره مجرد مبادرات محدودة.
تحفيز عجلة التنمية الصناعية
ودعا رئيس جمعية مستثمري أسيوط إلى تعميم تجربة التعليم الفني المزدوج على مستوى الجمهورية، مع التركيز بشكل خاص على المحافظات الجنوبية التي تعاني من نقص فرص العمل وتحتاج بشكل ملح إلى تحفيز عجلة التنمية الصناعية، كما طالب بمنح حوافز إضافية للمصانع التي تلتزم بتوفير التدريب العملي للطلاب، معتبرًا أن الاستثمار في التعليم الفني يعادل الاستثمار المباشر في مستقبل الاقتصاد الوطني.
يُنظر إلى تطوير التعليم الفني المزدوج كخطوة محورية نحو بناء جيل جديد من الفنيين المهرة، القادرين على الاندماج سريعًا في سوق العمل والمساهمة في تعزيز التنمية الصناعية في مصر، خاصة في محافظات الصعيد التي تمثل مستقبل الصناعة الوطنية.
الدعم الفني المتخصص للمشروعات
في سياق آخر، استقبل باسل رحمي الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات يو إيبيساوا، الممثل المقيم لمكتب هيئة التعاون الدولي اليابانية (الجايكا) في مصر، في أول زيارة له للجهاز منذ بدء مهامه في 2025، حيث استعرض الجانبان أوجه التعاون القائمة بين الجهاز والجايكا، خاصة فيما يتعلق بتقديم الدعم الفني المتخصص للمشروعات المتوسطة والصغيرة والتركيز على المشروعات الإنتاجية والصناعية.
وقد حضر الاجتماع الدكتور رأفت عباس نائب الرئيس التنفيذي للجهاز ولفيف من قيادات الجهاز والجايكا.
وأكد باسل رحمي خلال اللقاء على استمرار التعاون مع هيئة التعاون الدولي اليابانية للاستفادة من خبراتها في دعم المشروعات الإنتاجية والصناعية ومساعدة أصحاب هذه المشروعات على زيادة إنتاجهم وتطويره ليتماشى مع المعايير العالمية، مما يمكّنهم من تلبية احتياجات الأسواق المحلية والوصول للأسواق العالمية بما يتماشى مع توجهات الدولة للحد من الواردات وتخفيض الإنفاق الدولاري.
شوف كمان: تسليم شهادة مأمونية نظام الصرف الصحي لمحطة معالجة هليوبوليس الجديدة
وأشار إلى أن الاجتماع مع يو إيبيساوا الممثل المقيم لمكتب هيئة التعاون الدولي اليابانية (الجايكا) في مصر استعرض أنشطة مشروع التعاون الفني القائم بين الجهاز والجايكا، والذي يهدف إلى الاستفادة من الخبرات اليابانية في تعزيز تنافسية المشروعات من خلال تقديم خدمات متنوعة لتطويرها، ويركز حاليًا على دعم قطاع الصناعات الغذائية في محافظة المنيا وقطاع صناعة البلاستيك في محافظة الإسكندرية، مضيفًا أنه تم مناقشة زيادة أوجه التعاون المستقبلي بين الجانبين لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لا سيما في القطاع الصناعي، مع التركيز على الصناعات المغذية لدورها الحيوي في سلاسل القيمة.