أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” عن مغادرة حوالي 4,000 موظف من كوادرها ضمن برنامج الاستقالة المؤجلة الذي أطلقته إدارة الرئيس دونالد ترامب، حيث تهدف هذه الخطوة إلى تقليص حجم القوى العاملة بالوكالة بنسبة تصل إلى 20%، وأوضحت المتحدثة باسم ناسا، شيريل وارنر، أن هذا التخفيض سيقلص عدد الموظفين من 18,000 إلى نحو 14,000 موظف، مع الأخذ في الاعتبار استقالات طبيعية أخرى تصل إلى 500 موظف، وأضافت وارنر أن هناك طلبات استقالة أخرى مقدمة في جولات لاحقة، حيث تقدم 3,000 موظف بطلبات للمغادرة في الجولة الثانية بعد أن كان العدد 870 في الجولة الأولى.

شوف كمان: ترامب يتحدث عن نشر قوات الحرس الوطني في لوس أنجلوس
حجم القوى العاملة الفيدرالية
تأتي هذه الخطوة ضمن خطة أوسع لإدارة ترامب تهدف إلى تقليص حجم القوى العاملة الفيدرالية وتنفيذ توصيات وزارة كفاءة الحكومة (DOGE)، إلى جانب مقترحات تقليص ميزانية ناسا للسنة المالية 2026 بنسبة 24%، من 25 مليار دولار إلى 19 مليار دولار، ورغم ذلك، تناقش اللجان التشريعية في مجلسي النواب والشيوخ مقترحات قد تحافظ على التمويل بالقرب من مستواه الحالي.
وعلى الرغم من هذه التخفيضات، حصلت ناسا مؤخرًا على دعم مالي جديد بموجب قانون “One Big Beautiful Bill Act” الذي وقعه ترامب، والذي يخصص نحو 10 مليارات دولار إضافية حتى عام 2032 لدعم مهام استكشاف المريخ والعودة إلى القمر.
وأثارت هذه التغييرات ردود فعل غاضبة من جانب المجتمع العلمي ومنظمات فضائية، حيث أعربت الجمعية الكوكبية برئاسة بيل ناي عن رفضها لهذه التخفيضات، مؤكدة أن “الأمة تستحق برنامج فضاء عظيم يعكس قيمها الوطنية ويخدم المصلحة العامة”، ووصفت الجمعية الاقتراح بأنه “مرفوض بشكل فعلي ويقوض فرصة بناء وحدة داخلية وتعاون دولي من خلال القيادة الأمريكية”.
“إعلان فوياجر”
وفي تطور آخر، وقع أكثر من 300 موظف حالي وسابق في ناسا على “إعلان فوياجر”، رسالة وجهت إلى المدير المؤقت للوكالة شون دافي، تعبر عن قلقهم من “التغييرات السريعة والمهدرة” التي تشمل تقليص البرامج والأبحاث، وطالبوا بعدم تنفيذ هذه التخفيضات لأنها “لا تصب في مصلحة ناسا ومستقبلها”.
تأسست وكالة ناسا في 29 يوليو 1958، كوكالة مدنية مسؤولة عن برامج الفضاء الأمريكية، خلفًا للجنة الاستشارية الوطنية للملاحة الجوية (NACA)، كرد فعل مباشر على إطلاق الاتحاد السوفيتي للقمر الصناعي سبوتنيك 1، ما أشعل سباق الفضاء بين القوتين العظميين في ذلك الوقت، ومنذ تأسيسها، لعبت ناسا دورًا بارزًا في تطوير تقنيات الطيران والفضاء، وحققت إنجازات تاريخية مثل برنامج أبولو الذي أوصل أول إنسان إلى سطح القمر عام 1969، إلى جانب برامج جيميني والمكوك الفضائي والمحطة الفضائية الدولية.
وتضم ناسا اليوم العديد من المراكز البحثية الهامة، مثل مركز كينيدي ومختبر الدفع النفاث (JPL)، وتدير مشاريع طموحة تشمل برنامج أرتميس للعودة إلى القمر ومهمات استكشاف المريخ عبر مركبات مثل بيرسيفيرنس، كما تمتد أنشطة الوكالة إلى مجالات علوم الأرض والفيزياء الفلكية والتقنيات المتقدمة، حيث ساهمت ابتكاراتها في تحسين الحياة اليومية عبر تطبيقات في الطب والاتصالات.
مقال مقترح: دهس جماعي في لوس أنجلوس يسفر عن 20 مصابًا بينهم 4 حالات حرجة
وتظل ناسا رمزًا للابتكار العلمي والتعاون الدولي، مستمرة في مهمتها “استكشاف المجهول من أجل خدمة البشرية”، ملهمة أجيالًا من العلماء والمهندسين حول العالم رغم التحديات الحالية.