أصدر المبعوث الأمريكي الخاص للبنان وسوريا توماس باراك، رسالة إلى السلطة اللبنانية، تتضمن مهلة قبل مطلع شهر أغسطس المقبل، لحصر السلاح بيد الدولة ونزعه من كافة الميليشيات، وفق ما أفادت به قناة الجديد اللبنانية.

مقال له علاقة: بدء جولة مفاوضات بين إسرائيل وحماس في الدوحة تزامناً مع زيارة نتنياهو لواشنطن
وأشارت مصادر دبلوماسية للقناة، إلى أن منشور باراك الأخير يمثل تحذيراً إضافياً للسلطة اللبنانية، حيث لم تعد التصريحات وحدها كافية، بل يتوجب اتخاذ خطوات عملية فورية لإقرار هذا البند قبل انتهاء المهلة المحددة.
كما أعاد باراك نشر مقتطفات من كلمة النائب ميشال معوض خلال جلسة مساءلة الحكومة، حيث قال: “المطلوب هو خيار واضح، إما المبادرة أو الموت، نحن أمام مفترق طرق حاسم، إما نعمل لإنقاذ لبنان أو نبقى في الجحيم، الوصول إلى القاع لم يعد تهديداً محتملاً، بل واقعاً نعيشه يومياً”
وقد اعتبرت مصادر دبلوماسية لبنانية تتابع تحركات باراك، أن إعادة نشر هذا الموقف تمثل تأكيداً إضافياً على رؤية واشنطن بأن لبنان على حافة مرحلة مفصلية، تستدعي تحركاً عاجلاً.
في المقابل، أفادت مصادر سياسية لبنانية بوجود رسائل واضحة تلقاها لبنان، تشير إلى احتمال تصعيد إسرائيلي خلال شهر أغسطس المقبل، في حال لم تتخذ السلطة اللبنانية خطوات تتماشى مع الأجندة الدولية المطروحة.
من جهة أخرى، كشفت معلومات “الجديد” عن تنسيق ثلاثي جرى مؤخراً بين السعودية والولايات المتحدة وفرنسا، عقب زيارة باراك إلى بيروت، حيث اتفقت هذه الدول على رفض ما اعتبرته محاولات “شراء الوقت”، مؤكدة ضرورة التزام لبنان الفوري بتطبيق مضمون ورقة باراك.
وعلى المستوى الرسمي، تؤكد المعطيات أن الرؤساء الثلاثة متوافقون من حيث المبدأ على ضرورة معالجة ملف السلاح ضمن إطار وطني، يحول دون الانزلاق إلى صدام داخلي.
وفي هذا السياق، أفادت معلومات “الجديد” بأن رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال لقائهما السبت، بالأجواء السلبية التي سمعها في باريس.
أما حزب الله، فتنقل مصادر قريبة منه لقناة “الجديد” أن رفضه لورقة باراك لا يعني رفضاً مبدئياً لفكرة الحوار، بل هو موقف نابع من رفض الشروط الأمريكية الإسرائيلية، وأكد الحزب أن أي بحث في ملف السلاح يجب أن يندرج ضمن استراتيجية وطنية شاملة، تحفظ توازن الردع وقوة لبنان، كما تشير المصادر إلى أن الحزب يدرك دقة المرحلة المقبلة ويتهيأ لها، دون أن يسعى إلى جرّ البلاد إلى مواجهة عسكرية، لكنه مستعد لها إن فرضت عليه.
نزع سلاح حزب الله: هل هو حل كافٍ أم لا؟
في وقت سابق، قالت الباحثة السياسية اللبنانية الدكتورة حياة الحريري، إن مبدأ حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية هو خطوة أساسية وضرورية تماشياً مع القرار الدولي 1701 وانسجاماً مع البيان الوزاري، مشيرة إلى أن هذه الخطوة يجب أن تصب في سياق إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
لكنها في الوقت نفسه حذرت، في تصريح لموقع “نيوز رووم”، من غياب أي ضمانات حقيقية تردع إسرائيل أو تلزمها بوقف الانتهاكات، مستشهدة بسلوك الاحتلال في غزة والضفة وسوريا، والذي يُظهر تجاهلاً تاماً للقوانين والاتفاقات الدولية، وفق تعبيرها.
وشددت الحريري على أن استمرار هذا النهج الإسرائيلي، وتغاضي المجتمع الدولي عنه، يجعل من الصعب الوثوق بأي التزام مستقبلي في حال تم تسليم سلاح حزب الله للدولة اللبنانية، خاصة في ظل غياب دور فاعل من الولايات المتحدة تجاه حليفتها إسرائيل.
مواضيع مشابهة: ترامب يشير إلى دعمه لاعتقال حاكم ولاية كاليفورنيا بعد إعلان مقاضاته
وأضافت أن المطلوب اليوم ليس فقط موقفاً لبنانياً موحداً، بل أيضاً ضغطاً عربياً حقيقياً على واشنطن لضبط إسرائيل ومنعها من خرق أي تفاهمات، خصوصاً إذا ما التزم لبنان ببنود اتفاق محتمل.
واختتمت الدكتورة حياة الحريري بالقول إن خطوة نزع سلاح حزب الله، رغم أهميتها الوطنية، تبقى ناقصة ما لم ترفق بإطار أمني ودبلوماسي واضح يضمن التزاماً دولياً، بمشاركة طرف ثالث فعلي، يردع إسرائيل عن أي تجاوزات مستقبلية.