ذكرى ميلاد يحيى شاهين أيقونة السينما المصرية «سي السيد»

اليوم الإثنين، الموافق 28 يوليو، نحتفل بذكرى ميلاد واحد من أعظم أعلام التمثيل في مصر والعالم العربي، الفنان الكبير يحيى شاهين، الذي وُلد في مثل هذا اليوم عام 1917، ورحل عن عالمنا في 18 مارس 1994، بعد مسيرة فنية غنية امتدت لعقود من الإبداع، وقدّم خلالها أدوارًا لا تزال في ذاكرة الجمهور.

ذكرى ميلاد يحيى شاهين أيقونة السينما المصرية «سي السيد»
ذكرى ميلاد يحيى شاهين أيقونة السينما المصرية «سي السيد»

نبذة عن يحيى شاهين

وُلد يحيى شاهين في جزيرة ميت عقبة بمحافظة الجيزة، ونشأ في بيئة شعبية أثّرت في تكوينه الفني والإنساني، ومنذ صغره، أظهر ميولًا واضحة نحو التمثيل، حيث تألق في العروض المسرحية المدرسية خلال دراسته في مدرسة عابدين الابتدائية، وهو ما كان بمثابة البذور الأولى لانطلاقته نحو عالم الفن.

ورغم التحاقه لاحقًا بالدراسة الأكاديمية في مجال مختلف تمامًا، حيث حصل على بكالوريوس في هندسة النسيج، فإن شغفه بالفن ظل الأقوى، ليقرر التخلي عن مسار الهندسة واحتراف التمثيل، وهو القرار الذي غيّر مجرى حياته، بل وتاريخ الفن العربي.

امتلك يحيى شاهين موهبة فريدة مكنته من أداء أدوار مركبة ومعقدة بأسلوب رصين وأداء داخلي مؤثر، ما جعله أحد أكثر الفنانين مصداقية على الشاشة، وكانت أبرز أدواره تجسيده لشخصية “عبدالجواد – سي السيد” في ثلاثية نجيب محفوظ السينمائية: بين القصرين، قصر الشوق، والسكرية، وهي الشخصية التي أصبحت أيقونة سينمائية وتجسيدًا فنيًا لصورة الأب السلطوي في المجتمع المصري منتصف القرن العشرين.

إلى جانب ذلك، تألق شاهين في أعمال أخرى مهمة تركت بصمة في تاريخ السينما، منها أفلام: الوسادة الخالية أمام عبد الحليم حافظ، واللص والكلاب المأخوذ عن رواية نجيب محفوظ، وكذلك فيلم زوجة رجل مهم الذي شارك فيه بدور الأب الصامت، مع أحمد زكي وميرفت أمين.

لم يقتصر عطاؤه على السينما فقط، بل كان له حضور قوي على خشبة المسرح وفي الأعمال التلفزيونية، حيث ظل حتى سنواته الأخيرة يقدم أعمالًا جادة وراقية تتسم بالعمق والالتزام.

وقد رحل يحيى شاهين عن الحياة عام 1994 عن عمر ناهز 77 عامًا، لكن ذكراه لم تغب، وأدواره لا تزال تُعرض وتحظى بالتقدير، ليبقى أحد “فرسان الشاشة الذهبية”، ورمزًا للفن الأصيل الذي جمع بين الموهبة والثقافة والهيبة.

في ذكرى ميلاده اليوم، يتجدّد الحديث عن إرثه، وتعود صوره ومشاهده إلى الواجهة، تأكيدًا على أن الكبار لا يرحلون، بل يعيشون في وجدان الأجيال.