كشفت صحيفة “التليجراف” البريطانية عن تململ واضح داخل أروقة الجيش الإسرائيلي على أعلى المستويات، حيث تزايد الاعتراض على استمرار الحرب في غزة، وسط خشية من احتمالية تمرد عسكري قد يزعزع الاستقرار الداخلي.

مقال له علاقة: اقتحام إسرائيلي في ريف دمشق يؤدي لاستشهاد مدني واعتقال 7 آخرين
الحرب الأبدية
كما تحدثت مصادر من داخل الجيش عن “الحرب الأبدية” التي يصر عليها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والتي ساهمت في انخفاض كبير بأعداد المجندين، بينما ترى أصوات عسكرية أن استمرار المعركة لم يعد له “ضرورة”.
شهادات من الداخل
وكشف نقيب في لواء ناحال 933، والذي عوقب بالسجن 25 يوماً بعد رفضه إكمال خدمته العسكرية في غزة، عن تحول عدد كبير من كبار الضباط العاملين والمتقاعدين ضد سياسات نتنياهو الحربية، وقال النقيب “رون فينر” إن الحكومة تسعى لإطالة أمد الصراع دون رغبة في إنهائه، مشيراً إلى أن هذا النهج أدى إلى تآكل الثقة داخل المؤسسة العسكرية.
مواضيع مشابهة: جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن انتهاء عملية عام كلافي ضد إيران
مصلحة سياسية تطيل أمد الحرب
ويرى الجنرال عساف أوريون، رئيس التخطيط الاستراتيجي السابق في الجيش الإسرائيلي، أن العمليات العسكرية في غزة لم تعد لها ضرورة عسكرية واضحة، على عكس الحملات ضد إيران وحزب الله في لبنان، مؤكداً أن الحرب في غزة تجاوزت ذروتها، وأشار إلى أن استمرارها يعود لأسباب سياسية تتمثل في أن “القطار الاستراتيجي اختطف بسبب دوافع خفية”، وأن التكاليف أصبحت تفوق الفوائد بشكل متزايد.
أزمة التجنيد
ومع دخول الحرب عامها الثاني، تواجه إسرائيل أزمة حقيقية في أعداد المجندين، حيث بدأت ظاهرة الرفض والتخلف عن التجنيد تتصاعد بشكل ملحوظ، وأوضح النقيب فينر أن الشباب الإسرائيليين يتجاهلون دعوات التجنيد أو يختلقون أعذاراً طبية أو عائلية، متأثرين بصورة المعاناة الإنسانية في غزة.
تقدر مصادر أن معدل الحضور في الجيش لا يتجاوز 60%، مع تصاعد ما يسمى بـ”الرفض الرمادي”؛ وهو رفض مبطن عبر تبريرات مختلفة، أما الرفض السياسي الصريح فهو لا يزال نادراً لكنه في تزايد، ويعكسه تزايد الرسائل العلنية من جنود الاحتياط التي تنتقد سياسة نتنياهو.
ضغوط على الجيش من داخل صفوفه
كما رُصدت محاولات محمومة من ضباط الجيش عبر وسائل التواصل الاجتماعي لاستقطاب جنود الاحتياط، نظراً لضعف الصفوف ونقص القوة البشرية، كما أن قضية تجنيد اليهود المتشددين لا تزال عالقة، مع توقعات بأن نتنياهو سيتراجع عن وعوده بإجبارهم على الخدمة العسكرية، مما يضيف مزيداً من التعقيدات للنقص الحاد في الصفوف.