انطلقت اليوم في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك أعمال «المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين» برئاسة مشتركة سعودية – فرنسية، ويهدف المؤتمر بمشاركة دولية وأممية إلى تعزيز الاعتراف بدولة فلسطين، مما يسهم في تحقيق فرص السلام الإقليمي.

ممكن يعجبك: تحطم مروحية عسكرية في مطار مقديشو بالصومال مع فيديو توضيحي
في الوقت نفسه، رفضت كل من إسرائيل والولايات المتحدة المشاركة في هذا الاجتماع الذي يُعقد على مدى يومين برئاسة وزيري خارجية فرنسا والسعودية.
كما رفضت الحكومة الإسرائيلية اليمينية مبدأ حل الدولتين، بينما وصفت الولايات المتحدة الاجتماع بأنه “غير مُنتج” للمساعي الدبلوماسية الرامية لإنهاء الحرب في غزة، وفي المقابل تؤكد دولتا فرنسا والسعودية أن هذا اللقاء يمثل الفرصة الوحيدة لإبراز الحل كخارطة سلام ولبدء تحديد خطوات تنفيذية قابلة للتطبيق.
من قمة القادة إلى لقاء الوزراء
كان من المقرر عقد القمة في أواخر يونيو بمشاركة قادة العالم، لكنها تأجلت وتم تقليصها إلى اجتماع وزاري على خلفية تصاعد التوترات الإقليمية، بما في ذلك الحرب بين إسرائيل وإيران والصراع المحتدم في غزة.
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو: «كان من الضروري إعادة إطلاق العملية السياسية لحل الدولتين، وهي اليوم مهددة أكثر من أي وقت مضى»
اقرأ كمان: محلل سياسي: خرق إيران وإسرائيل للاتفاقية لا يعني استمرار النزاع
ما هو حل الدولتين؟
يعود مفهوم حل الدولتين إلى تقسيم فلسطين عام 1947، ورغم رفض وتمزيق الخطة عقب إعلان استقلال إسرائيل، فقد شكلت حرب 1967 نقطة تحول حين احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، ولا يزال حل الدولتين يقوم على هذه الحدود، حيث يمنح الفلسطينيين دولتهم المستقلة ويترك لإسرائيل أغلبية يهودية مستقرة.
فرنسا والسعودية يسعيان لتحديد خارطة طريق
وفقًا لوثيقة وزعت في مايو، تهدف القمة إلى تحديد الإجراءات اللازمة من جميع الأطراف لتنفيذ حل الدولتين، وتعبئة الموارد السياسية والمالية خلال إطار زمني محدد وملزم، وذكرت مندوبة السعودية منال رضوان أن الاجتماع يجب أن يرسم مسار عمل وليس مجرد نقاش، مستندًا إلى خطة سياسية قابلة للتنفيذ تضمن السلام والكرامة.
في خطوة لافتة، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا ستعترف رسميًا بدولة فلسطين خلال قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، مما يجعلها أهم دولة غربية تعلن ذلك في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
رفض أيديولوجي وأمني
ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حل الدولتين من منظور ديني وأمني وطائفي، حيث تعتبر الضفة الغربية أرضًا تاريخية للشعب اليهودي، ويُنظر إلى القسم الشرقي من القدس كعاصمة أبدية لجميع اليهود، بالإضافة إلى ذلك، يرفض اليمين التسوية خوفًا من فقدان الأغلبية اليهودية، ويفضل الوضع الحالي الذي يمنح إسرائيل سيطرة كاملة وتوسعًا استيطانيًا، بينما تبقى السلطة الفلسطينية مسؤولة عن نطاقات محدودة فقط.
فلسطينيًا، تصف القيادة الحالية الوضع بأنه “نظام أبارتايد”، وتتهم إسرائيل بتقويض فرص السلام من خلال التوسع الاستيطاني، وقد اعتبر أحمد مجدلاني من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن القمة هي تحضير لقمة رئاسية مفترضة في سبتمبر، بهدف إطلاق عملية سياسية جادة نحو دولة فلسطينية مستقلة، والحصول على اعترافات دولية إضافية، خصوصًا من بريطانيا، ودعم اقتصادي وإعادة إعمار غزة.
غياب إسرائيل والولايات المتحدة
ودُعي جميع دول الأعضاء (193 دولة) لحضور الاجتماع، وتوقع حضور نحو 40 وزيرًا، في حين يظل غياب إسرائيل والولايات المتحدة يمثل عقبة كبيرة أمام أي اختراق سياسي أو استئناف مفاوضات متعثرة منذ سنوات، وأكد الأمين العام أنطونيو غوتيريش: «علينا الحفاظ على حل الدولتين حياً، وخلق الظروف الواقعية لتحقيقه»