نعت الناقدة الفنية أميرة سيد مكاوي الموسيقار الراحل بكلمات مؤثرة وقراءة عميقة لمسيرته، مشيرة إلى أنه لم يكن مجرد فنان، بل “إنسان أكبر من الزمن الذي عاش فيه”.

اقرأ كمان: تأخير صلاة الجنازة على الفنان أحمد عامر في الغربية بسبب تصريح الدفن
زياد الرحباني فنان أكبر من زمنه والحرية كانت مشروعه الأول
كتبت الناقدة الفنية أميرة سيد مكاوي في منشور لها عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “لماذا يعتبر رحيل وغياب زياد الرحباني موجعًا؟ لأن زياد إنسان أكبر من الزمن الذي عاش فيه، فهو ابن لأب وأم تركوا بصمة كبيرة في عالم الفن، وينتمي إلى عائلة تتمتع بإرث فني عريق، لكنه كان مختلفًا، ففنه كان تجسيدًا لإنسانية عميقة، فهو شاعر وملحن وممثل مسرحي ومؤلف موسيقي ومغني وإذاعي وصاحب رأي سياسي، وكل موهبة من مواهبه كان بارعًا فيها جدًا”
ممكن يعجبك: هشام إسماعيل يتلقى عزاء والدته اليوم في الحامدية الشاذلية
أميرة مكاوي: زياد لم يكن يجامل ولا يهمه، قال الحق حتى في وجه فيروز
استمرت أميرة مكاوي في وصف زياد الرحباني قائلة: “كان متمردًا ولا يسعى إلا للحرية، مفكرًا كبيرًا وساخرًا بشكل عميق، يحكي عن أحوال الناس ويجعلهم يضحكون على أوضاعهم بجملة بسيطة، يرى الحق حقًا والغلط غلطًا من منظوره، قادر على التعبير عما يدور في ذهنه بدون خوف، ولم يكن يهمه، ولأنه لم يكن موهومًا أو متفلسفًا، ستجده على مدار مشواره يغير أفكاره عندما يدرك أن ما رآه سابقًا لم يعد مناسبًا، مليئًا بالموسيقى، وموسيقاه بسيطة لكنها غاية في التعقيد، درس الموسيقى الغربية وأتقن الموسيقى الشرقية بشكل يفوق الكثيرين، كان صريحًا حتى النهاية، ولم يكن يسعى للشهرة أو المال، ولم يكن يجامل، بل كان يقول الحق حتى في وجه فيروز عندما قدمت أغاني اعتبرها غير ناجحة”
أميرة مكاوي: زياد الرحباني كان صادقًا وحرًا وموسيقاه بسيطة ومعقدة في نفس الوقت
اختتمت مكاوي منشورها قائلة: “زياد كان كبيرًا جدًا، ليس فقط لأنه ابن فيروز وعاصي، بل لأنه فنان حقيقي، فهم أعمق جوانب الفن، وهو ضرورة أن يكون الفنان حرًا وصادقًا وبسيطًا، يفهم ويعي ويعبر بسخرية، ليمنح الأمل، فقد كان حرًا في زمن يحاول فيه المجتمع إجبار الناس على الخوف، وزياد لم يكن كذلك، وفي النهاية يبقى دائمًا وقت للفراق”