تسارعت الأحداث بشكل غير مسبوق في مدينة سالفيلدن النمساوية، حيث يحتضن معسكر الإعداد الخاص بنادي النصر السعودي، بسبب الهوس الجماهيري الكبير بالنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.

من نفس التصنيف: مدحت عبد الهادي يفضل تجديد عقد عبدالله السعيد مقابل 40 مليون
اقرأ كمان: ماريسكا يعتبر نهائي كأس العالم للأندية ضد باريس سان جيرمان شبيهاً بلعبة الشطرنج
فما بدأ كحماس طبيعي من المعجبين، تحول بسرعة إلى فوضى عارمة تجاوزت كل الحدود، حتى أن “الدون” نفسه هدد بالاتصال بالشرطة، مما يعكس الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها الفريق بسبب شعبية نجمه الأول.
ووفقًا لما كشفته صحيفة “كرونه” النمساوية، فإن الأمور حول الفندق الذي يقيم فيه فريق النصر خرجت عن السيطرة تمامًا، فالمئات من الجماهير المتعطشة لرؤية رونالدو تتوافد يوميًا، محاصرةً مداخل ومخارج الفندق، بهدف الحصول على توقيع، أو التقاط صورة، أو حتى مجرد لمحة من صاحب القميص رقم 7، هذا الهوس بلغ ذروته لدرجة أن معظم نزلاء المنتجع “براندلهوف”، الذي يستضيف البعثة النصراوية، أصبحوا يرتدون قمصان رونالدو في محاولة يائسة لجذب انتباهه.
لم تقتصر الفوضى على محيط الفندق فقط، بل امتدت لتعطل حركة الفريق نفسه، فلحظات وصول ومغادرة بعثة النصر إلى التدريبات تتحول يوميًا إلى فوضى حقيقية، وسط تدافع حشود الجماهير، وفي حادثة مثيرة للقلق وقعت يوم السبت الماضي، اضطر نجم الفريق ساديو ماني، وهو يقود سيارة مرسيدس سوداء، إلى التوقف بشكل مفاجئ وخطير، وذلك بعد أن اندفع المشجعون بشكل جماعي نحو الطريق المؤدي إلى ملعب التدريب، مما كاد أن يتحول إلى كارثة، خاصة بعد انزلاق بعضهم على الأرض بسبب الأمطار الغزيرة، مما يبرز حجم المخاطر التي يتعرض لها اللاعبون والجماهير على حد سواء.
لكن الحادث الأبرز كان الذي وقع داخل الفندق، حين تسلل عدد من الأطفال، الذين حجزوا غرفًا مع عائلاتهم لمشاهدة رونالدو، إلى الطابق الذي يضم جناحه الخاص، وتسللوا إلى حد طرق باب غرفة النجم البرتغالي مباشرة، وبعد دقائق من الطرق المتواصل، فتح رونالدو الباب بنفسه، لكنه لم يكن في حالة تسمح بالترحيب، بل خرج غاضبًا وهدد بصوت عالٍ بالاتصال بالشرطة، مما يعبر عن استيائه من هذا الاختراق لخصوصيته.
وفي تعليق على هذه الواقعة، قال أحد أفراد الأمن في الفندق لصحيفة “كرونه”: “لم نكن مستعدين بشكل كافٍ عندما صعد الأطفال إلى الأعلى”، مما يشير إلى وجود ثغرات أمنية سمحت بهذا التسلل، وفي المقابل، عبر بعض الأهالي عن خيبة أملهم الشديدة، حيث قال أحدهم: “أنفقنا آلاف اليوروهات هنا، ومن غير المقبول أننا لا نحظى بصورة أو توقيع واحد” من النجم الذي أتينا من أجله، مما يعكس التوقعات العالية التي كانت لديهم قبل الوصول
ومع ذلك، لم يكن الجميع سيء الحظ، فقد تمكن أقارب المنظمين للمعسكر من لقاء اللاعب المتوج بخمس كرات ذهبية والحصول على فرصة للتفاعل معه، كما كان بعض المشجعين الآخرين محظوظين بالحصول على توقيع من رونالدو في ممرات الفندق، في لحظات نادرة من الهدوء النسبي.
وشهد مساء الأحد الماضي لحظة انفراجة غير متوقعة، حيث قرر رونالدو الخروج إلى الخارج ووقّع العديد من الأوتوغرافات للجماهير، وتنوعت طلبات التوقيع بين كرات القدم والقمصان ولوحات السيارات، وحتى قطعًا من الملابس الداخلية، مما يدل على مدى هوس المعجبين، ووصل الأمر ببعضهم إلى حد عدم تصديق الموقف، حيث انهمرت دموعهم فرحًا بحصولهم على توقيع من نجمهم المفضل، من جهتهم، بذل موظفو الفندق ورجال الأمن جهدًا كبيرًا حتى ساعة متأخرة من الليل للسيطرة على الأوضاع في هذا المنتجع الذي يُوصف عادةً بأنه “هادئ”.
وفي تصريح لصحيفة “كرونه”، أعرب ألكسندر ستروبل، مالك الفندق، عن امتعاضه من الأوضاع الحالية، قائلًا: “إذا عادوا العام المقبل، سيتعين علينا تغيير كل شيء من جذوره”، ولم يتردد ستروبل في انتقاد تصرفات نادي النصر وبعض مشجعي رونالدو المتحمسين، موضحًا: “كثيرون يعتقدون أنه لمجرد أنهم حجزوا في الفندق، يحق لهم الحصول على صورة أو توقيع، لكن الأمر ليس كذلك، النادي كان بإمكانه حجز جناح خاص، لكنه لم يرغب في ذلك”، مما يُلقي ببعض اللوم على إدارة النصر لعدم اتخاذها إجراءات استثنائية لتأمين إقامة نجمها الأول
وفي خضم هذه الفوضى، تعرض الفندق مساء نفس اليوم لحادث غير متوقع، حيث استدعي الدفاع المدني إثر إنذار حريق غير مقصود، ولحسن الحظ، تمكن رجال الإطفاء من التعامل مع الوضع بسرعة والسيطرة عليه دون وقوع أي أضرار.
ومن المقرر أن تستمر إقامة نادي النصر في النمسا حتى الرابع من أغسطس، قبل أن يتوجه الفريق إلى البرتغال لاستكمال برنامجه الإعدادي، ومع ذلك، لا يُستبعد أن يغادر رونالدو المعسكر مبكرًا بسبب الفوضى الجماهيرية المتزايدة، خاصة مع استعداد الفريق لخوض مباراتين وديتين هامتين يومي الأربعاء والسبت، تتطلبان تركيزًا كبيرًا بعيدًا عن أي تشتيت، هذه الأزمة تُسلط الضوء على التحديات غير المتوقعة التي تواجه الأندية الكبرى عند ضم نجوم عالميين بحجم كريستيانو رونالدو، وكيف يمكن أن تتحول الشعبية الجارفة إلى عبء إداري وأمني يتطلب حلولًا جذرية.