انطلق معرض “تجربة شخصية” في قصر ثقافة دمنهور، ضمن مشروع المعارض الطوافة الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ويأتي ذلك في إطار برامج وزارة الثقافة الرامية لتنشيط الحركة التشكيلية في الأقاليم وتعزيز التفاعل بين الفنانين والجمهور المحلي.

من نفس التصنيف: مدبولي يؤكد استعداد الحكومة لتقديم الحوافز لدعم توسعات “صافي جروب” الجديدة
افتتح المعرض محمد البسيوني، مدير عام فرع ثقافة البحيرة، بحضور د. عادل مصطفى، أستاذ بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، والفنان التشكيلي عماد كشك، ومنار الخولي، مديرة بيت ثقافة كوم حمادة، بالإضافة إلى مجموعة من الفنانين والإعلاميين.
ممكن يعجبك: كلية الزراعة بعين شمس تشارك في مهرجان القمح المصري لعام 2025
يُقام المعرض تحت إشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، ويتضمن 24 عملاً فنياً متنوعاً، شاركت بها خمس فنانات بارزات في مجال الفنون التشكيلية، حيث قدمن مختارات من تجاربهن الفنية التي تنوعت من حيث الأساليب والرؤى، وعبرت عن الذات وتجلياتها التعبيرية، وهن: د. أميرة الهندوم، منى القماح، وفاء زغلول، سارة عبد القادر، ودينا رحومة
وفاء زغلول: رموز سريالية بين الغابة وفلسطين وأفريقيا
عبرت الفنانات عن سعادتهن بالمشاركة، وأوضحت الفنانة وفاء زغلول أنها قدمت سبع لوحات تنتمي إلى المدرسة السريالية بأسلوب مبسط يمزج بين الفكر والرمزية، حيث تحمل كل لوحة رؤية خاصة وقصة مختلفة، وجاءت اللوحة الأولى لتعكس مشاعر الوحدة وسط الظلام من خلال فتاة ترتدي فستاناً أبيض وتقف في الغابة، بينما تجسد اللوحة الثانية خريطة فلسطين مع تمثال حجري لطفل محطم ينزف منه الدم، محاطاً بحجارة تنبت منها زهور، كرمزية لاستمرار المقاومة والأمل
وأضافت أن اللوحة الثالثة تحمل عنوان “أينما وجدت تنقلب الصحراء بستان”، وتحتوي على رموز سريالية، فالكتاب يدل على الثقافة، والمركب يمثل السفر والترحال، والمرأة ترمز إلى مصدر الحياة على الأرض
أما اللوحة الرابعة، فتظهر صانع فخار في مصر، وتحمل رموز الحضارة المصرية القديمة، بينما جاءت الخامسة بعنوان “أفريقيا، شلال الخير”، حيث تظهر امرأة إفريقية بفستان أبيض ينهمر منه شلال، محاطة بأطفال بملامح متنوعة، كرمزية لتعدد الثقافات في القارة
وأشارت أن اللوحة السادسة تعكس رحلة الحياة من خلال زوجين يرقصان على مكتب بحارة، محاطين برموز البحر القديمة مثل: بوصلة، تلسكوب، حبال، ونظارات، للدلالة على متعة الرحلة ورمزية الزمن
في حين ترمز اللوحة السابعة إلى البعث والاستمرار وتداخل الموت بالحياة، من خلال هيكل عظمي بجانبه فتاة ترتدي فستاناً أبيض، تجلس على سور حجري تحيط به بعض النباتات، وتنظر بأمل نحو المستقبل
أميرة الهندوم: المرأة المصرية والموروث الشخصي في لوحات متعددة الوسائط
وقالت د. أميرة الهندوم، أستاذ الرسم والتصوير بكلية التربية النوعية جامعة الإسكندرية: شاركت بأربعة لوحات، كل لوحة تمثل تجربة فنية مختلفة، ولكن يجمعها خيط فكري مشترك، حيث استخدمت الوسائط المتعددة (Mixed Media) أي الدمج بين الخامات وتقنيات الرسم
وتابعت قائلة: جسدت اللوحة الأولى المرأة المصرية كبطلة مركزية، تصور بجناحين غير متكافئين، في إشارة رمزية إلى اختلال التوازن في حياتها نتيجة تعدد المسئوليات والضغوط اليومية، سواء الأسرية أو المجتمعية
أما اللوحتان “حنين”، فتعكسان ذكريات شخصية، حيث تم الدمج بين ألوان الأكريليك وقطع الخشب وورق الجرائد إلى جانب بعض الصور العائلية، في محاولة فنية لاستحضار دفء الماضي والتعبير عن مشاعر الشوق والحنين
وأضافت أن اللوحة الأخيرة تتكون من ثلاث قطع مستوحاة من البيئة البحرية، وتم التعبير عن ذلك من خلال استخدام الألوان والعجائن المختلفة لتقديم تكوين بصري يعبر عن العلاقة بين الفنان وذاكرته البصرية
سارة عبد القادر: الفوبيا كمدخل لتفكيك الذات
وشاركت الفنانة سارة عبد القادر بست لوحات حول موضوع “الفوبيا”، كمدخل رمزي لتجسيد مشاعر المرأة وسعيها نحو الاستقلال والتعبير عن ذاتها، مستخدمة تقنيات ومقاسات متنوعة.
منى القماح: زخارف ما بعد الحداثة
وكشفت الفنانة منى القماح، أخصائي الفنون التشكيلية بقصر ثقافة كفر الدوار، عن مشاركتها بثلاثة لوحات تتناول الفن الشعبي فيما بعد الحداثة، حيث استعانت بالزخارف والرموز القديمة في سياق معاصر، مستخدمة مزيجاً لونياً يجمع بين الألوان الحارة والباردة.
دينا رحومة: الجلد والخيوط في عالم رمزي
أما الفنانة دينا رحومة، أستاذ مساعد بكلية التربية النوعية بجامعة الإسكندرية، فقد اعتمدت في أعمالها الأربعة على الأشغال اليدوية باستخدام خامات مثل الجلد الطبيعي والخيوط، ومزجت بين صفات الطاووس والبومة في لوحتين، حيث يمثل حرية الطاووس وجمال ألوانه، بينما تقابلها نظرات البومة العميقة والغامضة
في حين قدمت في اللوحتين الأخريين تفاصيل بصرية دقيقة مستوحاة من المدرسة السريالية.
واختتمت الفعاليات بتكريم الفنانات المشاركات، ومنحهن شهادات تقدير لمساهماتهن الفنية المتنوعة والمتميزة.
ينفذ المعرض من خلال الإدارة العامة للفنون التشكيلية برئاسة ڤيڤيان البتانوني، بالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، بإدارة محمد حمدي، وفرع ثقافة البحيرة، ويأتي ذلك في سياق دعم الهيئة للفنانين التشكيليين وتمكينهم من تقديم رؤاهم الفنية للجمهور المحلي، وتستمر فعاليات المعرض حتى نهاية الشهر الجاري.