أصدرت إدارة ترامب مجموعة من المبادئ التوجيهية الجديدة التي تتيح للموظفين الفيدراليين ممارسة الوعظ والصلاة داخل أماكن العمل الحكومية، مما أثار قلق العديد من المدافعين عن الفصل بين الكنيسة والدولة وحقوق العمال، وذلك وفقًا لما ذكرته صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية.

مقال مقترح: زيلينسكي يكشف عن قرب تنفيذ تبادل أسرى جديد بين أوكرانيا وروسيا بعد محادثات إسطنبول
تنص هذه المبادئ، التي أطلقها مكتب إدارة الموظفين، على أن الموظفين العموميين يمكنهم الصلاة والتحدث بحرية عن قضايا الدين، بما في ذلك محاولة “إقناع الآخرين بصحة آرائهم الدينية الخاصة”، مع ضرورة عدم تفضيل عقيدة دينية على أخرى.
بيئة ترحيبية ومحترمة لجميع الأديان
في إطار هذه السياسة، يُسمح للمشرفين بتشجيع الموظفين على التعبير عن إيمانهم، بما في ذلك المشاركة في الصلاة الجماعية، مع التأكيد على ضرورة أن يكون مكان العمل الفيدرالي بيئة ترحيبية ومحترمة لجميع الأديان.
وصرح سكوت كوبور، مدير مكتب العلاقات العامة والمسؤولية، في بيان رسمي: “لا ينبغي أبدًا أن يُجبر الموظفون الفيدراليون على الاختيار بين معتقداتهم ووظائفهم”، مضيفًا أن “هذه الإرشادات تضمن توافق مكان العمل مع القانون وتستقبل الأمريكيين من مختلف المعتقدات الدينية”
البيت الأبيض أشار إلى أن هذه التوجيهات مشابهة لمذكرة صدرت في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، والتي تضمنت حماية مشابهة.
في المقابل، أعرب نشطاء الحريات الدينية والعلمانيون عن قلقهم من أن هذه المبادئ قد تفتح الباب أمام ضغوط دينية غير مناسبة في بيئة العمل الحكومية.
مقال له علاقة: ترامب يصل إلى استاد ميتلايف لحضور نهائي كأس العالم للأندية
ضغوط دينية
قال مايكي وينشتاين، رئيس مؤسسة الحرية الدينية العسكرية: “إذا قرر مشرفك أن يجلس معك لشرح أهمية قبولك للنسخة المُسلحة من إنجيل يسوع المسيح، فكيف ستتمكن من التعبير عن رأيك أو التقدم في العمل؟”، مشيرًا إلى احتمالية تعرض الموظفين لضغوط دينية قد تؤثر على حقوقهم المهنية
يأتي هذا القرار في ظل نقاش مستمر حول حدود الدين في القطاع الحكومي، والفصل بين الكنيسة والدولة، وهو موضوع حساس يثير الكثير من الجدل في الولايات المتحدة.
إدارة ترامب تحضن الدين بشكل متزايد
في المقابل، قال أندرو ووكر، العميد المساعد في المعهد اللاهوتي المعمداني الجنوبي، إن السياسة الجديدة “تعيد ضبط” القواعد على أساس الحياد.
وأوضح: “لا مشكلة لدي في ذلك إطلاقًا، بالنسبة لي، هذا ببساطة تأكيدٌ على التعديل الأول، ويتضمن تحذيراتٍ مناسبة طالما لم يحدث سلوكٌ مُضايق، أعتقد أن هذا مجرد تكرارٍ للمبادئ الأساسية للتعديل الأول”
ويبدو أن إدارة الرئيس تحتضن الدين بشكل متزايد؛ إذ أنشأت “مكتب الإيمان” في البيت الأبيض، وأمرت موظفي وزارة الخارجية بالإبلاغ عن التحيز المناهض للمسيحية من جانب زملائهم، كما أصدرت أمرًا تنفيذيًا بإنشاء لجنة رئاسية معنية بالحرية الدينية.