زعم وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، جدعون ساعر، في رسالة احتجاج شديدة اللهجة، إن “حكومتكم حولت العلاقات بين إسرائيل وهولندا من صداقة إلى عداء مفتوح”، في إشارة إلى تدهور حاد في العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين.

مواضيع مشابهة: ألمانيا تُخلي 20 ألف شخص في أكبر عملية لتفكيك قنابل منذ الحرب العالمية الثانية
أعلنت وزارة الخارجية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، استدعاء السفير الهولندي لدى تل أبيب، وذلك بعد قرار السلطات الهولندية منع دخول وزيرين إسرائيليين ينتميان إلى التيار اليميني المتطرف، وهما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
هولندا تفرض حظر دخول بسبب “التحريض والتطرف”
وكان وزير الخارجية الهولندي، كاسبار فيلدكامب، قد أعلن في رسالة رسمية، الإثنين الماضي، عن قرار بلاده منع الوزيرين الإسرائيليين من دخول الأراضي الهولندية، وذلك بسبب ما وصفه بمواقفهم المحرضة على العنف ضد الفلسطينيين، ودعواتهم لتوسيع المستوطنات غير القانونية، فضلاً عن تصريحات وُصفت بأنها تنطوي على دعوات صريحة لتطهير عرقي في قطاع غزة.
تل أبيب ترد باستدعاء دبلوماسي وتنديد رسمي
وفي أعقاب القرار، أكدت وزارة خارجية الاحتلال أن الوزير ساعر استدعى السفير الهولندي لاجتماع عاجل مساء الثلاثاء، احتجاجاً على ما اعتبرته “خطوات عدائية تمس بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، وتشمل فرض قيود على كبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية.
ويأتي القرار الهولندي في سياق تصاعد الإجراءات العقابية من دول غربية ضد الوزيرين الإسرائيليين، حيث سبق أن اتخذت دول مثل أستراليا وكندا ونيوزيلندا والنرويج والمملكة المتحدة إجراءات مماثلة خلال الأسابيع الماضية، اعتراضًا على خطابيهما وسلوكهما المتطرف.
تصريحات إسرائيلية متطرفة
من جانبه، نشر بتسلئيل سموتريتش تغريدة على منصة “إكس” قلل فيها من أهمية القرار، قائلاً: “أمن إسرائيل أهم بكثير من قدرتي على السفر إلى هولندا”، مضيفاً أن “اليهود لم يكونوا آمنين في أوروبا في الماضي، وفي ظل النفاق المتصاعد واستسلام القادة للدعاية المتطرفة، لن يكونوا آمنين في المستقبل أيضاً”
أما إيتمار بن غفير، فرد بتحدٍّ قائلاً: “أغلقوا الأبواب كما تشاؤون، سأواصل طريقي”، متهماً السلطات الهولندية بالنفاق السياسي، ومؤكداً على دعمه الكامل للجنود الإسرائيليين، ومطالبته بالقضاء على حركة حماس
مقال له علاقة: بنود اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء ودور الدروز في الهدنة برعاية دول ضامنة
وفي تصريحات سابقة أثارت غضباً دولياً، قال بن غفير إن “سكان غزة يستحقون القنابل وليس المساعدات”، ما اعتُبر دليلاً إضافياً على خطاب الكراهية والتحريض الذي ينتهجه.
تداعيات اقتصادية محتملة
وفي خطوة موازية تعكس تصاعد التوتر بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، كشف رئيس الوزراء الهولندي، ديك شوف، عن دعم بلاده لمقترح داخل الاتحاد الأوروبي يدعو إلى تعليق جزئي لمشاركة إسرائيل في برنامج “أوريزون أوروبا”، وهو برنامج رئيسي لتمويل البحث العلمي والابتكار.
وبحسب الموقع الرسمي للبرنامج، فإن “أوريزون أوروبا” يشكل أحد أكبر المشاريع البحثية في العالم، ويُعد التعاون فيه مكسبًا استراتيجيًا لأي دولة مشاركة، وتعليق مشاركة إسرائيل قد يكون له تداعيات اقتصادية وعلمية كبيرة.