التكاتف العربي ضرورة لمواجهة الأزمة الإنسانية في غزة وفقاً لعمار علي حسن

علّق الكاتب والمفكر على الجدل المتصاعد حول فتح معبر رفح لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في ظل الحصار المفروض من الاحتلال الإسرائيلي الذي أدى إلى تفاقم أزمة المجاعة والمعاناة في القطاع.

التكاتف العربي ضرورة لمواجهة الأزمة الإنسانية في غزة وفقاً لعمار علي حسن
التكاتف العربي ضرورة لمواجهة الأزمة الإنسانية في غزة وفقاً لعمار علي حسن

وكتب حسن عبر صفحته الشخصية على منصة “إكس” أن هناك فئة من الناس توجه طلباتهم ومطالبهم إلى مصر، معولين عليها وقدّروها، معتبرين إياها قادرة على كسر الحصار وإنهاء معاناة الفلسطينيين، وأكد أن هؤلاء الناس، حتى في حالة غضبهم، لا يصبون غضبهم على الشعب المصري، ولا يسيئون إليه، بل يدعون المصريين الذين يشاطرونهم الشعور بالغضب من أجل إنهاء معاناة الفلسطينيين.

في المقابل، حذر عمار علي حسن من فئة أخرى تأخذ من الأزمة فرصةً لإساءة المصريين، معتبراً أن هذا الأمر لا يثمر خيرًا بل قد يزيد من تعقيد الوضع ويعمّق الخلافات.

الحرب النفسية والإعلامية

وأضاف: “إن شعوبنا في حاجة الآن، أكثر من أي وقت مضى، إلى التكاتف والاتحاد، لا إلى التزاحم والتفرق، خاصةً في ظل الحرب النفسية والإعلامية التي تشنها علينا قوى معادية تهدف إلى بث الفرقة بيننا”

يأتي هذا التصريح في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية والإنسانية لتخفيف الحصار وفتح المعابر لإدخال المساعدات، في ظل تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود، وسط استمرار العمليات العسكرية والتوترات الإقليمية.

ويرى مراقبون أن موقف مصر في هذه القضية يحمل أبعادًا سياسية وأمنية معقدة، إلا أن الكل يؤكد على ضرورة إيجاد حلول عاجلة لتخفيف معاناة المدنيين في غزة، في إطار الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.

هناك الذين يطلبون من مصر ويطالبونها، ويلحون في الطلب، لأنهم يعشمون فيها، ويعولون عليها، ويعرفون قدرها، مهما كان، ويدركون أنها ليست قليلة الحيلة، مهما قيل، وهؤلاء إن غضبوا فهم لا يصبون غضبهم على الشعب المصري، ولا يسيئون إليه، إنما ينادونه، وهم يدركون أنه مثلهم غاضب، يرفض تجويع….

— عمار علي حسن Ammar Ali Hassan (@ammaralihassan).

وفي السياق ذاته، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن إسرائيل لن تنجح في التطبيع والتعايش المشترك مع محيطها دون إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام مع، حسبما أفادت قناة “القاهرة الإخبارية”، في نبأ عاجل

وأوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أنه لا سبيل إلى تحقيق السلام الإقليمي الدائم إلا بإنهاء الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

الموقف المصري من أزمة قطاع غزة واضح

ومن جانبه، أوضح الدكتور سعيد عكاشة، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الموقف المصري من أزمة، خصوصًا ما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية، اتسم منذ البداية بالوضوح والثبات، مؤكدًا أن مصر لم تُغلق معبر رفح مطلقًا من جانبها، بل حرصت على إيصال المساعدات للفلسطينيين دون أي تدخل إسرائيلي.

تصريحات ترامب حول مجاعة غزة تعكس حالة من التناقض

وأشار عكاشة، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة القاهرة الإخبارية، إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول وجود مجاعة في غزة تعكس حالة من التناقض، إذ سبق وأن قال إنها “سوء تغذية فقط”، وهو ما يؤكد غياب موقف أمريكي واضح، مقارنة بالموقف المصري الذي أكد منذ اللحظة الأولى أن القضية تتجاوز الغذاء، وتركز على رفض التهجير القسري للفلسطينيين.

مصر شددت على ضرورة أن يتم توزيع المساعدات عبر ممثلين فلسطينيين

ونوه الخبير الاستراتيجي إلى أن مصر شددت مرارًا على ضرورة أن يتم توزيع المساعدات عبر ممثلين فلسطينيين، وليس من خلال الجانب الإسرائيلي، لأن تسليم المساعدات للاحتلال يمثل اعترافًا ضمنيًا بشرعيته في هذا الدور، وهو ما ترفضه القاهرة تمامًا.

وأضاف عكاشة أن هناك أدلة واضحة تم تداولها، تظهر قيام قوات إسرائيلية بدفن المساعدات الغذائية، ما يكشف عن نوايا غير إنسانية بحرمان أهالي غزة من حقوقهم الأساسية، مشددًا على أن مصر تعاملت مع هذا الملف بشكل استراتيجي وإنساني، حرصًا على عدم شرعنة وجود الاحتلال أو التورط في أي مسارات تمهد لفرض سياسات التهجير أو فرض الأمر الواقع داخل القطاع.

كلمة الرئيس السيسي بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة

ومن جانبه، أكد الكاتب الصحفي جمال رائف، أن كلمة بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة جاءت في توقيت بالغ الدقة، مشيرا إلى أن الدولة المصرية عازمة على مواصلة دورها السياسي والإنساني تجاه القضية الفلسطينية، رغم كل ما تواجهه من حملات تشكيك ومحاولات للنيل من هذا الدور الشريف.