بينما تستعد مصر لاستحقاق انتخابي جديد، وفي ظل الدور المصري البارز في دعم القضية الفلسطينية، تسعى بعض الأطراف لتجديد حضورها في المشهد، ولكن ليس عبر السياسة أو الشارع، بل من خلال الفوضى وتغيير الأسماء والتكتيك.

شوف كمان: محافظ أسيوط يشارك أطفال دار “الحنان والصفا” للأيتام في احتفالات عيد الأضحى
كشف سامح فايز، الباحث في شؤون الإسلام السياسي، عن تفاصيل جديدة تتعلق بالتحركات الأخيرة لجماعة الإخوان في الخارج، مؤكدًا أن ما يُلاحظ على السطح من دعوات للتظاهر أمام السفارات المصرية في بعض العواصم، هو مجرد واجهة لتحرك أوسع وأخطر داخل أروقة التنظيم المتشظي في الخارج، والذي يعاني من صراع بين عدة جبهات متنافسة على الإرث والقرار.
وأوضح فايز، في تصريحات خاصة لـ”نيوز روم”، أن الجماعة اليوم تفتقر إلى قيادة موحدة، بل تتوزع بين عدة تيارات وجبهات، أبرزها جبهة إسطنبول بقيادة محمود شفيق، وجبهة لندن بقيادة صلاح عبد الحق، بالإضافة إلى تيار “مشروع التغيير” المعروف باسم “ميدان”، والذي يعد الذراع التعبوي والإعلامي الأبرز حاليًا، ويرتبط تنظيميًا بحركة “حسم” الإرهابية.
للجماعة الإرهابية أذرع متعددة
وأشار إلى أن “جبهة محمد كمال”، التي ارتبطت سابقًا بعمليات نوعية عنيفة داخل مصر، لا تزال تعمل من خلال أذرع متعددة أبرزها “حسم” و”لواء الثورة”، وهذه الكيانات وُلدت من رحم التنظيم بهدف تنفيذ عمليات مسلحة، مع تغيير المسميات للتنصل من إرث الدم والدمار الذي ارتبط باسم الجماعة.
ولفت إلى أن التوقيت الحالي لتحركاتهم ليس مرتبطًا بانتخابات مجلس الشيوخ كما يُروج، بل جاء متزامنًا معها بالصدفة، ولكن الهدف الحقيقي يتصل مباشرة بتقليص الدور المصري في الملف الفلسطيني، في ظل ما ورد في بعض التقارير عن تلقي تمويلات خارجية من قطر لصالح حملة إعلامية تستهدف تشويه صورة مصر في المفاوضات الخاصة بغزة.
وأضاف فايز: “مشروع التغيير المسلح، الذي أعلنت عنه الجماعة قبل أكثر من عام، هدفه المعلن هو إسقاط النظام المصري بالقوة، لكن اللافت أن هذا الطرح لم يلق أي صدى حقيقي، لسبب بسيط، وهو عدم وجود الإخوان فعليًا على الأرض داخل مصر، سوى بعض الخلايا النائمة التي ترصدها أجهزة الأمن وتحبط تحركاتها بشكل استباقي”
مقال مقترح: التضامن تشارك في ورشة العمل الدولية لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة
جماعة الإخوان باتت أقرب لتنظيم مفكك
وأكد أن وزارة الداخلية المصرية رصدت هذه التحركات، وظهرت رموزها على إحدى الشاشات الأمنية مؤخرًا، ولكن دون الإشارة المباشرة إلى الجماعة، مما يعكس أسلوبًا احترافيًا في توجيه الرسالة دون إعطاء الجماعة زخمًا إعلاميًا.
واختتم فايز بالإشارة إلى أن جماعة الإخوان باتت أقرب لتنظيم مفكك بلا رأس، وما تبقى منها هو محاولات إعلامية وبروباجندا خارجية، لا تصمد أمام واقع أمني صلب وشعب لفظهم منذ أكثر من عقد.