نعى المطرب محمد محسن الفنان القدير الراحل ، الذي توفي اليوم الأربعاء عن عمر يناهز الـ77 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض، حيث تدهورت حالته الصحية في الآونة الأخيرة.

مقال مقترح: تامر حسني يحتفل بعيد ميلاد باسم سمرة بطريقة مميزة جداً
ونشر “محسن” صورة تجمعه بالفنان الراحل وكتب عليها: “ألف رحمة ونور عليك حبيبي يا عم لطفي”.
وأضاف المطرب محمد محسن داعيًا: “في أمان ورحاب الله الفنان الكبير لطفي لبيب.. ذكريات كثيرة جميلة كنا شاهدين عليها معًا وعمري ما هنساك.. سلم لي على كل الحبايب”.
يُعتبر الفنان لطفي لبيب من أبرز الفنانين المصريين في العقود الأخيرة، فهو ليس معروفًا فقط بخفة ظله وتنوع أدواره، بل يمتلك خلفية إنسانية ووطنية مميزة تعكس جانبًا عميقًا في شخصيته، كثيرون لا يعلمون أن هذا الفنان، قبل أن يدخل عالم التمثيل، كان جنديًا في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، وهي التجربة التي تركت أثرًا عميقًا في وجدانه، وانعكست لاحقًا في كتابه “الكتيبة 26”، الذي يُعد شهادة أدبية وإنسانية على تلك المرحلة المفصلية في تاريخ مصر.
لطفي لبيب من السلاح إلى القلم
بعد تخرجه من كلية الآداب قسم الفلسفة، انضم لطفي لبيب إلى الخدمة العسكرية، ليشارك فعليًا في حرب أكتوبر 1973 ضمن صفوف الكتيبة 26، وهي وحدة مشاة خاضت معارك طاحنة في سيناء، هذه التجربة شكلت وجدانه، وغرست فيه قيمًا من التضحية والانضباط والصبر، وتركت ندوبًا وجدانية ظل يحملها لسنوات.
لاحقًا، عندما دخل الفنان لطفي لبيب المجال الفني، لم تكن هذه التجربة غائبة عن ذهنه، بل قرر أن يُخلّدها عبر كتابة “كتاب الكتيبة 26”، وهو ليس كتابًا تاريخيًا أو رواية تقليدية، بل سرد شبه توثيقي ذاتي يقدّم فيه شهادته على الحرب من وجهة نظر إنسان بسيط خاض غمارها.
مقال له علاقة: رانيا يوسف توضح سبب تأسيسها مدرسة للرقص “لأنني أعشقه”
كتاب “الكتيبة 26”
صدر كتاب “الكتيبة 26” في مطلع الألفينات، وجاء في قالب أدبي بسيط ولكنه صادق، بعيد عن المبالغة الدرامية أو التهويل، استخدم لطفي لبيب أسلوب السرد الشخصي ليحكي ما عاشه كجندي، موثّقًا لحظات الرعب، الحنين، الفقد، والخوف، لكنه أيضًا أضاء جوانب من camaraderie (رفاق السلاح) والتحدي والنصر.
محتوى الكتاب:
• وصف للحياة اليومية في الكتيبة قبل وأثناء الحرب.
• مواقف إنسانية وجنود لا تُنسى.
• نظرة فلسفية أحيانًا حول الحرب والموت والحياة.
• تعبير صادق عن مشاعر الشك والخوف والأمل.
ما يميز هذا الكتاب عن غيره: الصدق والبساطة، لا يزيف البطولة ولا يُخفي الضعف، الجانب الإنساني، لا يركز فقط على القتال، بل على حياة الجنود كأشخاص، اللغة السهلة، مما جعله قريبًا من الجمهور، خاصة الشباب.