في إطار التحولات العالمية نحو الطاقة النظيفة، تبرز مصر كواحدة من أبرز الأسواق الناشئة في مجال الطاقة المتجددة، حيث تمثل الطاقة الشمسية الخيار الاستراتيجي للدولة لتحقيق أمن الطاقة والتنمية المستدامة، ومع ما تتمتع به مصر من موقع جغرافي متميز ومعدل سطوع شمسي يعد من بين الأعلى على مستوى العالم، بدأت البلاد تتخذ خطوات جادة لتعظيم الاستفادة من هذا المورد الطبيعي، مدفوعة برؤية طموحة تهدف إلى تقليل الاعتماد على الوقود التقليدي وزيادة حصة مصادر الطاقة النظيفة في مزيج الكهرباء.

من نفس التصنيف: الهيئة العامة للخدمات الحكومية تعلن عن مزاد علني لبضائع جمارك السخنة والسويس
وفي هذا السياق، أكد المهندس هشام الجمل، الرئيس التنفيذي لشركة إنفينيتي كابيتال ورئيس مجلس إدارة جمعية مستثمري الطاقة الشمسية في بنبان، أن الانتقال إلى الطاقة الشمسية في المنازل أصبح ضرورة ملحة بسبب الضغوط المتزايدة على شبكة الكهرباء، خاصة خلال فصل الصيف ومع تكرار الأعطال في بعض محطات المحولات بالمحافظات.
وقال الجمل في تصريح خاص لـ «نيوز رووم»، إن تركيب أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية على الأسطح أو الشرفات يمكن أن يوفر جزءًا كبيرًا من استهلاك الأسرة اليومي للكهرباء، ويقلل الحاجة إلى تخفيف الأحمال في أوقات الذروة، وأشار إلى أن كل كيلووات تنتجه هذه الأنظمة يسهم بشكل مباشر في تقليل الاعتماد على الغاز والمازوت، ويوفر عملة صعبة كانت تُستخدم في استيراد الوقود.
تعميم استخدام الطاقة الشمسية
وأوضح أن تعميم استخدام الطاقة الشمسية في المنازل والمصانع يمكن أن يؤدي إلى توفير ما يصل إلى 5 مليارات دولار سنويًا من فاتورة الوقود، ويعزز استقرار الشبكة الوطنية، وأضاف: “لا نحتاج إلى حلول معقدة، بل إلى تسهيل التراخيص وتوفير حوافز تمويلية لتركيب الأنظمة الشمسية، خاصة في المناطق السكنية كثيفة الاستهلاك مثل الجيزة والقاهرة الكبرى.”
وشدد الجمل على أن شركات القطاع الخاص جاهزة لتقديم الدعم الفني والتمويلي للأسر، داعيًا إلى إطلاق مبادرة قومية لتركيب الألواح الشمسية على أسطح المنازل خلال السنوات الثلاث المقبلة، ضمن خطة الدولة لتحقيق 42% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030.
كما شهدت مصر في السنوات الأخيرة طفرة كبيرة في مجال الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية، في إطار استراتيجية وطنية تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتستهدف الدولة الوصول إلى 42% من الطاقة المنتجة من مصادر متجددة بحلول عام 2035، وفقًا لاستراتيجية الطاقة المستدامة التي أطلقتها وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة.
وتُعتبر محطة بنبان للطاقة الشمسية في محافظة أسوان واحدة من أبرز الإنجازات في هذا المجال، حيث تُعد من أكبر مشروعات الطاقة الشمسية على مستوى العالم، بقدرة إجمالية تتجاوز 1650 ميجاوات، ومشاركة عدد كبير من المستثمرين المحليين والدوليين، وقد حصل المشروع على إشادات دولية، وساهم في دعم الشبكة القومية للكهرباء، وتوفير فرص عمل، وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة.
مقال له علاقة: تزامنًا مع موسم الحج.. تفاصيل الحد الأقصى لتوفير الريال السعودي في البنوك
كما تعمل الحكومة على تحفيز القطاع الخاص والمنازل والمؤسسات لاستخدام الألواح الشمسية، من خلال برامج تمويل ودعم فني، بالتعاون مع مؤسسات دولية مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، مما ساعد على انتشار نظم الطاقة الشمسية اللامركزية في المدن والمناطق النائية.
وتكتسب الطاقة الشمسية في مصر أهمية إضافية بسبب التمتع بمتوسط سطوع شمسي يتراوح بين 9 إلى 11 ساعة يوميًا، مما يجعلها من أكثر الدول ملاءمة للاستثمار في هذا القطاع.