عادت فالنتينا ماتفيينكو، “المرأة الأقوى في روسيا” ورئيسة مجلس الاتحاد الروسي، إلى الساحة بعد فترة من الابتعاد، حيث شاركت بشكل لافت في مؤتمر برلماني دولي في جنيف، رغم العقوبات الدولية القاسية المفروضة عليها.

من نفس التصنيف: تصاعد المواجهات يثير مخاوف دولية وإجلاءات طارئة لرعايا الدول الأجنبية
عار دبلوماسي
ظهر الوفد الروسي الذي رافق ماتفيينكو، والذي يتكون من 13 مسؤولًا بينهم نواب خاضعون للعقوبات، في مشهد احتفالي تم بثه عبر التلفزيون الروسي، حيث استُقبلت بالورود، وأكدت وزارة الخارجية الأوكرانية أن مشاركتها تمثل “عارًا دبلوماسيًا”، مشددة على أن مكانها “ينبغي أن يكون في لاهاي، وليس في جنيف”.
فالنتينا ماتفيينكو.
إمبراطورية سياسية ومالية
تمتلك ماتفيينكو، التي تشغل منصبها منذ عام 2011، نفوذًا سياسيًا واسعًا يعود إلى بداياتها في عهد بوريس يلتسين، ويشير الباحث السياسي الدكتور إيان غارنر إلى أنها “بنت إمبراطورية تمتد من الحقبة السوفيتية حتى اليوم”، إلا أن ولاءها لبوتين يبقى شرط بقائها في السلطة.
مواضيع مشابهة: آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة عيد الأضحى على أنقاض مساجد غزة
وحسب صحيفة التايمز البريطانية، فإن سر صمود ماتفيينكو في دائرة بوتين الضيقة يكمن في “قدرتها على تجنب جذب الانتباه غير المرغوب فيه”، ومرونتها السياسية الملحوظة، حيث لم تُعرف يومًا بدفاعها عن أي مبدأ ثابت، بل كانت دائمًا تصطف مع من يمسك بزمام الأمور.
فالنتينا ماتفيينكو وبوتين.
دعم مطلق لبوتين وتشريعات الكرملين
لم تُخف ماتفيينكو ولاءها المطلق لبوتين، حيث شاركت في تمرير قوانين رقابية كبرى، بما في ذلك تشديد الرقابة على الإنترنت والمنظمات غير الحكومية، كما دعمت الحرب على أوكرانيا، محملة كييف والغرب مسؤولية اندلاعها، مما جعلها هدفًا للعقوبات الغربية منذ ضم القرم في عام 2014.
يرى مراقبون أن مستقبل ماتفيينكو السياسي مرتبط ببقاء بوتين في السلطة، ويقول غارنر: “إذا تغيرت القيادة غدًا، فإنها ستتبع من يملك السلطة، سواء كان ليبراليًا أو أكثر تطرفًا”، فهي شخصية مرنة، لا تقود، بل تتقن فن البقاء.