على أطراف الزراعات في مركز قفط، جنوب محافظة قنا، يوجد منزل صغير، حيث تحول جزء منه إلى ورشة لتصليح الأجهزة الكهربائية، بينما الجزء الآخر يُستخدم كغرف معيشة.

اقرأ كمان: تطوير الترع وتحديث المحطات لحل أزمة مياه الشرب في السويس
تجلس الأسطى فوزية محمد أحمد على مقعد بلاستيكي بجوار زوجها مصطفى، ممسكة بيدها جهازًا كهربائيًا ومفكًا لفحصه، ورغم أن الزوجين قد تجاوزا السبعين والستين من عمرهما، إلا أن حيويتهما وروحهما تشعر وكأنهما في العشرين.
مقال مقترح: تحرير 15 محضر وإتلاف 100 كيلو من المواد الغذائية الفاسدة في بني سويف
التقت “نيوز رووم” بالأسطى فوزية وزوجها مصطفى، وهما يعملان معًا في تصليح الأجهزة الكهربائية.
أول سيدة تعمل في إصلاح الأجهزة الكهربائية في قنا
تقول الأسطى فوزية إنها بدأت العمل مع زوجها منذ حوالي عشرين عامًا، حيث كانت البداية مع صناعة الصابون السائل، ثم انتقلت إلى فكرة إصلاح الأجهزة الكهربائية، وقد أحترفت المهنة بشكل كبير منذ عشر سنوات تقريبًا، وأصبحت قادرة على فك وتركيب الأجهزة وإصلاحها.
وتؤكد أن زوجها كان له دور كبير في مساعدتها على فهم العمل، حيث علمها كل شيء عن هذه الحرفة، مشيرة إلى أنهما دائمًا ما يذهبان معًا إلى أماكن العمل، وقد عرفهما الناس جيدًا وأصبحا كيانًا واحدًا لا يفترق، ولا يمكن لأحدهما الاستغناء عن الآخر، وتلفت إلى أن الصعوبات التي واجهتهما كانت تتمثل في عدم تقبل بعض الأشخاص لفكرة ذهابهما معًا للعمل، مضيفة أنه بعد زواج بناتها الخمسة، أصبح البيت خاليًا، وأصبح الزوجان يذهبان معًا في كل مكان، حيث تساعده في العمل لأنها تحفظ أماكن الأدوات الخاصة به.
كما تشير إلى أن الحياة هي مشاركة بين الزوجين، ولا يمكن أن تسير الأمور بشكل صحيح دون وجود أحدهما مع الآخر، طالما جمعهما القدر وأصبحا زوجين.
وتقول فوزية إن البداية كانت صعبة، لكنها لا تستمع إلا لصوت العقل، فالحياة لا يمكن أن تستمر إذا استمعت لكل ما يُقال، بل من المهم الوقوف مع صوت الحكمة حتى تتمكن من تجاوز التحديات، وعندما كانوا يقولون لها “أنتِ تذهبين مع زوجك في كل مكان”، لم تكن تستمع، بل كانت تساعده لأنه الأهم لديها، حيث إن ما تقوم به ليس عيبًا أو حرامًا.