الوزارة لا تستطيع تطبيق قرارها بزيادة يومية المرشد.

ممكن يعجبك: 10 جنيهات كحد أقصى لساعة الانتظار الأولى في ساحات سيارات محافظة القاهرة
أصدر شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، قرارًا وزاريًا ينص على زيادة يومية المرشد السياحي إلى 1800 جنيه، حيث تعادل اليومية فترة عمل تصل إلى 8 ساعات، بينما النص اليومية تعني 4 ساعات، وقد تواصل عدد كبير من المرشدين السياحيين مع نيوز رووم، معبرين عن آرائهم حول هذا القرار، وأشاروا إلى أن إصداره للرأي العام جاء بشكل غير دقيق.
الانتقالات تأكل اليومية
انتقد بسام الشماع، المرشد السياحي المعروف، الطريقة التي صدر بها قرار الوزير بزيادة يومية المرشد، حيث كان يجب توضيح أوضاع المرشدين السياحيين بشكل أفضل، فالمتلقى قد يفهم أن المرشد يحصل يوميًا على 1800 جنيه طوال أيام الشهر، مما يعني دخله هو 30 يومًا مضروبة في 1800 جنيه، وهذا بعيد عن الواقع الحقيقي للمرشد السياحي.
وأضاف الشماع في تصريحات خاصة لنيوز رووم، “بعد 40 عامًا من الخبرة في الإرشاد، نجد أن المرشد السياحي في الأقصر، على سبيل المثال، لا تتجاوز مدة عمله الثلاثة أشهر ونصف في السنة، مما يعني أنه يكون عاطلًا عن العمل لمدة ثماني أشهر. “.
وأشار الشماع إلى أنه في يوم واحد، مثل أمس، تكبدت تكاليف انتقالات من منزله إلى المتحف المصري الكبير تصل إلى حوالي 750 جنيهًا ذهابًا وإيابًا، حيث يضطر المرشد للانتقال إما بعربته الخاصة أو عبر أوبر أو تاكسي، بالإضافة إلى نفقات الوجبات، مما يجعل تكاليف اليوم تصل إلى نحو 1000 جنيه.
وعلى الرغم من أن المرشد يحصل على 1200 جنيه أو 800 من الشركة، إلا أنه بعد خصم نفقات الانتقالات والوجبات، لن يتبقى له شيء، لذا كان يجب أن يتضمن القرار توضيحًا شاملاً عن أوضاع المرشدين السياحيين الحقيقية.
القرار مشكلة وليس إنجازًا
من جهته، قال محمد فاروق، مرشد سياحي يتحدث الإنجليزية، إنه يعمل في مجال الإرشاد منذ سنوات، حيث يتراوح متوسط عمل المرشد السياحي سنويًا بين 60 إلى 140 يومية، بمعدل 5 إلى 12 يومية شهريًا، ويتم خصم 5% كضريبة دخل و10% كضريبة قيمة مضافة من تلك اليومية.
كما أن تكاليف الانتقالات تقع على عاتق المرشد السياحي، حيث لا يوجد لديه تأمين صحي إلا من شركات خاصة، فعلى سبيل المثال، يدفع فاروق حوالي 6000 جنيه سنويًا، بالإضافة إلى 5500 جنيه تأمينات اجتماعية سنويًا.
وبذلك، يتراوح دخل المرشد الشهري بين 10 إلى 13 ألف جنيه كحد أقصى، مخصومًا منه الضرائب والتأمينات، وهذا في حال عمل المرشد بشكل مستمر دون توقفات أو أزمات، لكن التوقفات في السياحة أكثر مما يتخيل أحد.
وأضاف فاروق، أن توقيت الإعلان غريب، حيث تمت الزيادة عدة مرات في السابق، ولكنها للمرة الأولى تُنشر بهذا الشكل الواسع، مما يطرح تساؤلات حول سبب هذا الاهتمام بأمر يمثل مشكلة حقيقية وليس إنجازًا.
وأشار فاروق إلى أن مشكلات المرشدين السياحيين متعددة، منها عدم وجود انتخابات لنقابة المرشدين منذ 5 سنوات، حيث تعمل النقابة بلجنة مؤقتة، والسؤال هو: هل ستكون الزيادة التي قررها الوزير سنوية لتتناسب مع ارتفاع الأسعار وظروف السوق؟
كما أنه لا توجد آلية لدى الوزارة لمحاسبة الشركات على صرف هذا المبلغ، الذي يمثل الحد الأدنى للمرشد السياحي، حيث يوقع المرشد على عهدة، ويقوم بالتصفية مع الشركة بعد انتهاء المهمة، ولا يوجد إجراء يمكن للمرشد اتخاذه لاسترداد حقوقه كاملة، وإذا اشتكى المرشد قد تتوقف الشركة عن التعامل معه.
الشركة تتحصل على 100 دولار والمرشد يأخذ الفتات
قال لؤي أحمد، مرشد سياحي يتحدث الإنجليزية، إن ما يتم سداده للشركة عن وجود مرشد سياحي مع الفوج قد يصل إلى 100 دولار أو أكثر، أي ما يعادل 6000 أو 5000 جنيه، بينما يحصل المرشد من الشركة على 800 جنيه عن اليومية، وبعد الزيادة ستصبح 1800 جنيه.
وأكد أنه لا يستطيع المرشد مناقشة الشركة أو المطالبة بهذه الحقوق، وإلا سيُعتبر مرشدًا صاحب مشكلة مالية، مما قد يؤدي إلى عدم تكليفه بيوميات.
وتابع لؤي، إن الموسم يبدأ في أغسطس ويبلغ ذروته في أكتوبر وديسمبر، ثم يهبط في يناير وفبراير، ليعود للارتفاع في مارس وأبريل، وينتهي الموسم في أكتوبر، وقد تصل كثافة العمل في الموسم إلى حوالي 15 يومية في الشهر، مما يعني أن 5 أشهر من الموسم يمكن أن يعمل المرشد خلالها 15 يومية في كل شهر، أي حوالي 75 يومية، بينما في الأشهر (مايو، يونيو، يوليو، أغسطس، سبتمبر) لا تزيد عدد اليوميات عن 3 شهريًا، أي نحو 12 يومية في تلك الأشهر.
وبذلك، لن تزيد عدد اليوميات التي يعملها المرشد السياحي المسجل في عدة شركات عن 120 أو 130 يومية طوال العام، وهو ما يعادل حاليًا 104 ألف جنيه، ومن المتوقع أن يصل إلى 230 ألف جنيه بعد الزيادة المقررة في أكتوبر المقبل.
ممكن يعجبك: رابط نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 في قنا بالاسم ورقم الجلوس
لكن هذا المبلغ مخصوم منه 20% ضريبة، بالإضافة إلى نفقات الانتقالات الداخلية التي قد تصل إلى 200 جنيه يوميًا، مما يعني خصم نحو 46 ألف جنيه كضرائب و26 ألف جنيه كنفقات انتقالات، إضافة إلى 6000 جنيه تأمينات سنويًا، ولا يوجد تأمين صحي، مما يضطره لعمل تأمين صحي خاص بتكلفة 6000 جنيه سنويًا.
وأوضح لؤي أحمد، أن مصروفات المرشد السنوية لن تقل عن 84000 جنيه من إجمالي الدخل المفترض 230 ألف جنيه، مما يجعل المتبقي له هو 146000 جنيه، وعند احتسابها على 12 شهرًا نجد أن دخل المرشد السياحي الشهري هو 12 ألف جنيه فقط لا غير، وهو الدخل الرسمي، وقد ينقص في حال رفض الشركة سداد الـ 1800 جنيه لعدم وجود آلية لمراقبة عملية السداد.
أما الدخل الحالي فهو 800 جنيه فقط، مما يعني أن المرشد السياحي دخله الحالي لا يزيد عن 7000 جنيه أو أقل.
3 يوميات في شهرين
قال أ. ز، مرشد سياحي من الصعيد يتحدث الإنجليزية، إنه يعمل في المهنة منذ 3 سنوات، وأقصى عدد من اليوميات استطاع أن يحصل عليه لم يزد عن 100 يومية طوال العام، وعلى سبيل المثال، في الشهرين الأخيرين، يونيو ويوليو، لم يعمل سوى 3 يوميات فقط.
أبناء المهنة يعانون
قالت هدى راضي، مرشدة سياحية تتحدث الإيطالية، إن الأمر لا يتوقف عند حد رفع يومية المرشد، بل هناك عوامل كثيرة تؤثر في المهنة، أولها أننا تقريبًا بلا نقابة، حيث توقفت أعمال نقابة المرشدين السياحيين منذ 5 سنوات بسبب عدم إجراء الانتخابات، مما أدى إلى تدهور أوضاع المهنة.
وأضافت، أن أي طارئ يحدث في مصر يؤثر في السياحة ويؤدي لتوقفها، فمنذ حادث الأقصر عام 1997، لو تعطل أتوبيس سياحي يُنشر الخبر وكأنه لا توجد مشكلات أمنية أو جيوسياسية سوى في مصر، حتى حادث عارض مثل حادثة جوليو ريجيني أدى لتوقف السياحة الإيطالية لسنوات، كما أن التعاطي الإعلامي مع السياحة والآثار ضعيف للغاية، مما أدى إلى انفصال تام بين المواطن العادي وعالم السياحة.
وأخيرًا، قالت هدى راضي، إن الشركات تحصل من العميل على حوالي 100 دولار، بينما يحصل المرشد على فتات، حوالي 4 دولارات، ولا يوجد مرشد في مصر يستطيع العمل لأكثر من 150 يومًا في السنة، حتى مع وجود مرشدين مستقرين في شركات مستقرة، وقد ينخفض العدد إلى 50 يومية فقط، وإذا احتسبنا، حتى بعد الزيادة، ما يتبقى للمرشد بعد الضرائب والتأمينات والانتقالات، فسنجد أن دخله لا يزيد عن 12 ألف جنيه شهريًا.
لماذا الآن؟
وقالت منى محمد، مرشدة سياحية تتحدث الإنجليزية، إن هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها الوزير عن أجر المرشد السياحي اليومي، حيث إن هذا الأجر ليس ملزمًا للشركات، فالوزارة لا تستطيع إلزام الشركة بسداد 1800 جنيه للمرشد، حيث تتعاقد الشركات مع المرشدين وتحدد تكلفة العمل، وقد يحضر المرشد من منزله إلى الأهرامات، وإذا لم يحضر السائح، فلن يحصل المرشد على شيء.
وتابعت، إن عمل المرشد موسمي، وأفضل المرشدين قد لا يتجاوزون 100 يوم إرشاد في السنة، وحسب اللغة، قد تزيد قليلًا، حيث تختار الشركات الأرخص سعرًا، وغالبًا ما يستعينون بحديثي التخرج لتوفير التكلفة، مما يجعل واقع المهنة بعيدًا عن ما أعلن الوزير، كما أن الرأي العام قد فهم أن المرشد يحصل يوميًا على 1800 جنيه على مدار 365 يومًا، وهو ما يعد مستحيلًا.