أصدر مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا”، مذكرة تتناول رؤيته الطموحة لتطوير “الذكاء الفائق الشخصي”، رغم أنه لم يقدم توضيحات دقيقة حول هذا المفهوم أو سبل تحقيقه.

شوف كمان: قفزة كبيرة في واردات الغاز بمصر لتعويض تراجع الإنتاج من خلال زيادة الاستيراد في مارس
رؤية غير محددة ومذكرة أقرب إلى بيان فلسفي
زوكربيرج، الذي استثمر مليارات الدولارات في الأشهر الأخيرة لتوظيف أفضل الباحثين التنفيذيين، أشار في مذكرته إلى تفاؤله الكبير بأن الذكاء الفائق سيسهم في تسريع تقدم البشرية، مضيفًا أن هذه التقنية قد تفتح عصرًا جديدًا من التمكين الشخصي، حيث يستطيع الأفراد تحسين العالم وفقًا لاختياراتهم.
ورغم الحماس الواضح في المذكرة التي تتكون من 616 كلمة، إلا أنها لم تقدم تعريفًا واضحًا لمفهوم “الذكاء الفائق”، كما لم توضح كيف ستقوم بتطوير هذه التقنية أو ما يمكن أن تحققه للبشرية، أو الأسباب التي تجعل الشركة موثوقة في هذا المجال، بل ألمح زوكربيرج إلى أن ميتا ستكون “وصيًا أفضل” على هذا الذكاء الفائق مقارنةً ببعض الشركات الأخرى التي تسعى، كما يرى، إلى جعل البشر يعيشون على فتات إنتاج الذكاء الاصطناعي.
من نفس التصنيف: زيادة مساهمة القطاع الخاص في إجمالي الاستثمارات إلى 60% وفقاً لوزير المالية
كأداة شخصية لا مركزية
زوكربيرج شدد على أن التأثير الحقيقي للذكاء الاصطناعي لن يقتصر على زيادة الإنتاج، بل سيكون في تمكين كل فرد من امتلاك ذكاء فائق شخصي يساعده في تحقيق أهدافه، واستكشاف مغامرات جديدة، وتحسين علاقاته، والنمو ليصبح الشخص الذي يطمح إليه، وأكد أن ميتا تسعى لوضع هذه القوة في أيدي الأفراد لتوجيهها نحو ما يقدّرونه في حياتهم، في مقابل توجهات بعض الشركات الأخرى التي ترى ضرورة استخدام الذكاء الفائق مركزيًا لأتمتة الأعمال، مما يؤدي إلى اعتماد البشر على ناتج هذه الأنظمة.
تحركات ضخمة خلف الكواليس
تأتي هذه المذكرة في وقت تشهد فيه ميتا إعادة هيكلة سريعة لفِرق الذكاء الاصطناعي لديها، ففي الشهر الماضي، استثمرت الشركة 14.8 مليار دولار في شركة Scale AI، مما أتاح لها ضم مؤسسها ألكسندر وانغ ليصبح الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في ميتا، والمسؤول عن جهود الذكاء الفائق.
كما دخلت ميتا في موجة توظيف واسعة، حيث عرضت رواتب ضخمة تتراوح بين ثمانية إلى تسعة أرقام لجذب كبار الباحثين من شركات مثل Apple وOpenAI، ومن بينهم شينغجيا زاو، أحد المساهمين في تطوير GPT-4، الذي أعلن مؤخرًا عن توليه منصب “كبير العلماء في مختبرات الذكاء الفائق في ميتا”.
ووفقًا لتقارير، عرضت ميتا على أحد الباحثين في شركة Thinking Machines Lab، التي أسستها المديرة التقنية السابقة في OpenAI، عرضًا تجاوز مليار دولار على مدى عدة سنوات، رغم أن الشركة نفت بعض تفاصيل هذا التقرير.
استثمارات ضخمة وتحديات داخلية
زوكربيرج كشف سابقًا أن ميتا تخطط لإنفاق 72 مليار دولار على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، ومع ذلك، تشير تقارير إلى أنه يشعر بالإحباط من أداء نماذج الذكاء التوليدي في الشركة، خاصة بعد تأجيل إطلاق النموذج الكبير “Llama 4″، مما دفعه للتشكيك في جدوى إبقاء جهود ميتا مفتوحة المصدر.
نهاية عصر الهواتف الذكية؟
في مذكرته، أشار زوكربيرج إلى أن “الأجهزة الشخصية مثل النظارات الذكية ستصبح أدوات الحوسبة الأساسية”، مما يعكس رغبة ميتا في تقليل اعتمادها على منصات الهواتف المحمولة، خصوصًا Apple، التي يرى أنها تفرض سيطرة مفرطة عبر متاجر التطبيقات.
توقيت استراتيجي
اللافت أن نشر هذه المذكرة جاء قبل ساعات من إعلان ميتا عن نتائجها المالية، مما يعكس رغبة زوكربيرج في توجيه الأنظار نحو خطط الشركة المستقبلية في الذكاء الاصطناعي، وربما إعادة تعريف موقعها في السباق العالمي نحو “الذكاء الفائق”.