أصبحت إدارة المخلفات الصلبة من القضايا الحيوية التي تواجه الحكومات والمجتمعات، حيث لم تعد الحلول التقليدية كافية، وأصبح التركيز ينصب على تطوير نظام شامل للمخلفات يعتمد على مبادئ الاقتصاد الدائري، ويعتبر المدافن الصحية عنصرًا أساسيًا في هذه المنظومة، ليس فقط كنهاية للمشكلة، بل كجزء من حل بيئي واقتصادي مستدام
.

مقال له علاقة: محافظ بني سويف يستعرض تقرير أنشطة وجهود مديرية الزراعة في توريد الأقماح
تحديات المخلفات التقليدية والحاجة إلى التغيير
تشكل المدافن العشوائية أو المكبات المفتوحة تهديدًا بيئيًا وصحيًا واقتصاديًا كبيرًا، فمن تراكم النفايات الذي يؤثر على المشهد العام، إلى انبعاث الغازات الدفيئة مثل الميثان، وتسرب العصارة السامة إلى المياه الجوفية والتربة، وانتشار الأمراض، إضافة إلى إهدار الموارد القيمة التي يمكن إعادة تدويرها أو استغلالها للطاقة، تعكس هذه المدافن غياب الرؤية الشاملة لإدارة المخلفات، مما يبرز الحاجة الملحة للانتقال نحو حلول أكثر استدامة.
المدافن الصحية
تُعرف المدافن الصحية بأنها منشآت هندسية مصممة خصيصًا للتخلص الآمن من المخلفات الصلبة غير القابلة لإعادة التدوير أو المعالجة، وتتميز بوجود طبقات عازلة مثل الأغشية الاصطناعية والطين المضغوط، التي تمنع تسرب العصارة إلى البيئة المحيطة، بالإضافة إلى نظام لجمع ومعالجة هذه العصارة، ونظام لجمع غاز الميثان الناتج عن تحلل المواد العضوية، والذي يمكن استخدامه لتوليد الطاقة الكهربائية
.
شوف كمان: إزالة 38 حالة تعدٍ على أراضي الدولة والزراعة في مراكز الجيزة
تكتسب المدافن الصحية أهميتها من دورها في حماية البيئة، حيث تمنع تلوث التربة والمياه الجوفية والهواء، مع إمكانية تحويل غاز الميثان إلى طاقة نظيفة، والتحكم في الروائح والحشرات، فتصميمها يقلل من هذه المشكلات بشكل كبير، ولا يمكن للمدافن الصحية أن تعمل بكفاءة بمفردها، بل يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من نظام متكامل لإدارة المخلفات الصلبة، يعتمد على مبدأ الحد من النفايات، وإعادة الاستخدام، وإعادة التدوير كركيزة أساسية
.
في هذا السياق، قامت التنمية المحلية بالتسليم النهائي لخلية الدفن الصحي “بدر 2” على مساحة 33 فدان، وأعمال الساتر الخاصة بالخلية الأولى، والتسليم الابتدائي لخلية الدفن الصحي الجديدة “بدر 3” على مساحة 5 أفدنة، بمركز بدر بمحافظة البحيرة تمهيدًا لتشغيلها ضمن المرحلة الجديدة من المدفن الصحي وتطوير نظام إدارة المخلفات بالمحافظة، كما أعلنت عن التسليم الابتدائي للمدفن الصحي الآمن بغرب المنيا بمحافظة المنيا
.
بلغت التكلفة الإجمالية للمدفن الصحي بمركز بدر وأعمال الساتر الخاصة بالخلية الأولى حوالي 188 مليون جنيه، وشهدت محافظة البحيرة تنفيذ مشروعات أخرى ضمن نظام المخلفات، شملت محطة وسيطة ثابتة بمنطقة دمنهور بتكلفة 29 مليون جنيه، ومحطة وسيطة أخرى بمنطقة كفر الدوار بتكلفة 31 مليون جنيه، بالإضافة إلى رفع نحو 188 ألف طن تراكمات بتكلفة بلغت 32 مليون جنيه
.
وأشارت وزيرة التنمية المحلية إلى الاهتمام الذي توليه الوزارة لتطوير النظام المتكامل للمخلفات الصلبة الجديدة بمحافظة البحيرة، موضحة أن إجمالي الاستثمارات التي تم ضخها لتطوير النظام المتكامل لإدارة المخلفات بالمحافظة بلغت نحو 280 مليون جنيه، في إطار خطة الدولة لتحسين مستوى النظافة العامة وحماية البيئة، والارتقاء بجودة الحياة للمواطنين.