أوضحت الكاتبة والباحثة السياسية الدكتورة تمارا حداد أن مسألة الاعتراف بفلسطين داخل الاتحاد الأوروبي تسير في اتجاهين مختلفين، مما يعكس تنوع الرؤى والأهداف السياسية لكل دولة على حدة.

اقرأ كمان: سيناتور روسي يقترح اللجوء السياسي لإيلون ماسك في ظل تصاعد الخلاف مع ترامب
وقالت حداد في حديث خاص لموقع «نيوز رووم» إن “بريطانيا، على سبيل المثال، لا تعتبر الاعتراف قيمة بحد ذاته، بل تستخدمه كوسيلة ضغط سياسية لفرض واقع جديد على الأرض، فهي تربط الاعتراف بوقف الحرب في قطاع غزة وإنهاء العنف في الضفة الغربية، وترى أن أي اعتراف يجب أن يتبع ترتيبًا سياسيًا واضحًا بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، تمهيدًا لمسار مفاوضات يؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية”.
وأشارت إلى أن هذا التوجه البريطاني يعكس منطق التأجيل والتشروط، في حين أن النهج الفرنسي يبدو أكثر وضوحًا.
مقال مقترح: خامنئي في دائرة الاستهداف الإسرائيلي وتهديدات الضربات محتملة
تعزيز الشرعية الدولية وتكريس مبدأ حق تقرير المصير
وأضافت: “فرنسا تتعامل مع الاعتراف من منظور مختلف تمامًا، إذ تراه ضرورة لتعزيز الشرعية الدولية وتكريس مبدأ حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وهي تنطلق من قناعة بأن الوقت قد حان لإحياء مسار السلام في الشرق الأوسط، والحد من حالة التوتر المتصاعدة عبر خطوات دبلوماسية فعالة تبدأ بالاعتراف بالدولة الفلسطينية”
ورقة ضغط على إسرائيل
وأكدت حداد أن الاتحاد الأوروبي لا يتحدث بصوت واحد، بل هناك دول تستغل الاعتراف كوسيلة ضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب، بينما تتبنى دول أخرى الاعتراف كخطوة مبدئية لتطبيق قرار حل الدولتين على الأرض.
وتابعت: “بعض الدول الأوروبية أيضًا بدأت تتخذ خطواتها نحو الاعتراف نتيجة ضغوط اقتصادية وسياسية، أبرزها الضرائب المفروضة من قبل الولايات المتحدة، ما دفعها إلى السعي لتبني قرارات دبلوماسية أحادية تعكس استقلالها السياسي وتتماشى مع مصالحها الإقليمية”
وختامًا، أكدت حداد أن الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين لم يعد مجرد موقف رمزي، بل تحول إلى أداة استراتيجية تتقاطع فيها المبادئ الأخلاقية مع الحسابات الجيوسياسية، ونحن أمام لحظة مفصلية قد تعيد تشكيل المواقف الدولية تجاه الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.