كشف مصدر سياسي أمريكي مطلع أن جبهة واسعة بدأت تتكون داخل واشنطن لمعارضة توجهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداعية إلى رفع شامل للعقوبات المفروضة على سوريا، دون أن يقدم النظام السوري أي تنازلات أو مقابل واضح.

من نفس التصنيف: محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا في اسطنبول تنتهي بشكل إيجابي
شركات ضغط أمريكية تدعم معارضين سوريين في الخارج
وأوضح المصدر القريب من دوائر صنع القرار في العاصمة الأمريكية أن هذه الجبهة، التي تضم أعضاء في الكونجرس وناشطين ومراكز بحثية، وجدت أرضية خصبة لتحركها في ظل ما وصفه بـ”الأخطاء المتكررة” للسلطات السورية، وخاصة بعد أحداث السويداء الأخيرة.
وأضاف أن شركات ضغط أمريكية تعمل لصالح معارضين سوريين في الخارج، لعبت دورًا كبيرًا في تعزيز هذا التوجه من خلال التواصل مع الكونجرس ووسائل الإعلام التي سلطت الضوء على الانتهاكات والجرائم الأخيرة في سوريا.
ووفقًا للمصدر، فإن هذه التحركات أثمرت عن تقدم فعلي على الأرض، حيث صادقت لجنة من لجان الكونجرس مؤخرًا على تمديد العمل بـ”قانون قيصر”، في خطوة وصفها بأنها تمهيد لإقراره مجددًا رسميًا، مشيرًا إلى أن هذا التمديد يعكس تنامي نفوذ الجبهة الرافضة لأي تخفيف للعقوبات دون إصلاحات ملموسة من دمشق.
الانقسام داخل الجالية السورية في الولايات المتحدة يتوسع
وفي سياق متصل، أشار المصدر إلى أن الانقسام داخل الجالية السورية في الولايات المتحدة آخذ بالتوسع، مؤكدًا أن نفوذ التيار المعارض لرئيس النظام السوري أحمد الشرع بات يتزايد على حساب التيار التقليدي المؤيد له، وقال إن الانقسام بين مؤيدي النظام ومعارضيه ليس جديدًا، لكنه اتخذ منحى أكثر تنظيمًا وفعالية في الفترة الأخيرة، خاصة بعد أحداث الساحل في مارس الماضي، والتي دفعت قطاعات واسعة من العلويين والسنة “المدنيين” حسب تعبيره إلى الانضمام إلى جهود الضغط على النظام.
وأضاف أن هذه القوى الجديدة لجأت إلى التعاقد مع واحدة من كبرى شركات الضغط العاملة في ملف الحريات الدينية في أمريكا، وبدأت بممارسة ضغوط مباشرة على صناع القرار، الأمر الذي انعكس على مداولات الكونجرس، حيث يتم بحث فرض شروط إضافية على دمشق، تتعلق خصوصًا بملف الأقليات.
اقرأ كمان: الأقمار الصناعية تظهر نشاطاً ملحوظاً في منشأة فوردو بعد الغارات الأمريكية|صور
وختم المصدر بالإشارة إلى أن موازين القوى داخل الجالية السورية في أمريكا بدأت تتحول، فبعد أن كانت نسبة المعارضين لنظام الأسد تقدر بنحو 90%، فإنها تراجعت في السنوات الأخيرة، قبل أن ترتفع مجددًا في ظل إدارة الشرع، حيث بات يُقدّر أن نحو 30 إلى 35% من أبناء الجالية باتوا يعارضون نظامه بشكل مباشر، مقابل تراجع نسبة التأييد إلى نحو 65 إلى 70%.