في حادث مأساوي، أقدم جندي احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي على الانتحار داخل منزله في مدينة أوفاكيم، وذلك في ظل تزايد التوترات النفسية بين الجنود العائدين من جبهة غزة، الجندي، أرييل مائير تامان، كان يخدم في وحدة الحاخامية العسكرية، وتحديدًا ضمن فريق التعرف على جثث الجنود الذين سقطوا خلال الحرب، وهذه المهمة القاسية تركت آثارًا نفسية عميقة عليه.

شوف كمان: ليبيريا ترد على تصريحات ترامب لرئيسها: لم نشعر بالإهانة
انتحار جنود الاحتلال
لقد خدم لفترة طويلة في وحدة “التحقيق في الهوية”، التي تتولى التحقق من هوية القتلى، وتم تسريحه بعد تقييم لحالته النفسية، ورغم ذلك، عاد وطلب استئناف الخدمة في نفس الوحدة، إلا أن رئيس الأركان رفض طلبه، ليعود إلى موقع مختلف داخل الحاخامية العسكرية.
ويعتبر انتحار الجندي هو الحالة السادسة بين صفوف الجيش منذ بداية الشهر الجاري، حيث تشير المعطيات إلى انتحار ثلاثة جنود نظاميين، وجندي واحد خلال الخدمة الفعلية في الاحتياط، بالإضافة إلى اثنين خدموا لفترات طويلة في الاحتياط وانتحرا بعد تسريحهما.
ممكن يعجبك: إسرائيل تستخدم سحابة مايكروسوفت لمراقبة الفلسطينيين بمعدل مليون مكالمة في الساعة
وذكرت صحيفة “هآرتس” أن المؤسسة العسكرية تتجاهل معاناة هؤلاء الجنود، وتفشل في توفير الحد الأدنى من الرعاية النفسية لهم، وقد وصف الوضع داخل الوحدة بـ”العار”، منتقدًا بشدة تدني الميزانية المخصصة للدعم النفسي بسبب تصنيفهم كـ”غير مقاتلين” حسب تصنيف الجيش.
وحذر مسؤول من تزايد حالات الانتحار، قائلًا: “نعيش على حافة الخطر، وبعد الحادث أجرينا اتصالات عاجلة بعدد من الجنود الأكثر عرضة للخطر، هناك قلق حقيقي من ظاهرة التقليد التي قد تنتشر بسبب يأس البعض”
وفي أول رد رسمي، أكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه تم تخصيص ميزانيات للدعم النفسي لأفراد الاحتياط، وأن وحدات مختصة، منها برنامج “أميت” في وزارة الدفاع، تقدم خدمات عاطفية وشخصية للجنود وعائلاتهم، وشدد على أن نظام الصحة النفسية في الجيش يعمل على مدار الساعة، ويدير مراكز دعم واستشارات نفسية، من بينها خطوط ساخنة وخدمات ميدانية.
أرقام صادمة عن معاناة جيش الاحتلال من الأمراض النفسية
لكن على أرض الواقع، تكشف الأرقام عن صورة أكثر قتامة، فوفقًا لمعطيات رسمية، انتحر منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023 وحتى نهاية العام، 7 جنود في الخدمة الفعلية حسب زعم الاحتلال، ولكن تقارير أخرى تكشف أن العدد أكبر بكثير، فيما ارتفع العدد إلى 21 حالة انتحار في عام 2024 وحده، أما عام 2025، فترفض المؤسسة العسكرية الإفصاح عن الأرقام، بانتظار نهاية العام.
وتشير تقارير صحيفة “هآرتس” إلى أن الأرقام الرسمية لا تشمل الجنود الذين انتحروا بعد تسريحهم، مما يعني أن الحصيلة الفعلية أعلى بكثير، فحتى الآن، وثقت الصحيفة ما لا يقل عن 17 حالة انتحار إضافية منذ بداية 2025، جميعها تعود لجنود كانوا في الخدمة الفعلية.